للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(في الدور، والدكاكين، والعمران وراء الأبواب والأغلاق الوثيقة) هذه الأمور الثلاثة: الأموال، والجواهر، والقماش يكونون في العمران، في الدور والعمران؛ لا يمكن لإنسان أن يضع هذه الأمور في البر، حتى لو كانت في الصناديق، لو أن رجلًا خرج بماله إلى البر، ووضعه في صندوق تجوري، هل يكون هذا إحرازًا؟

طلبة: لا يكون إحرازًا.

الشيخ: لا يكون لماذا؟ لأنه ما حوله أحد، يأخذ السارق الصندوق وما فيه، وإذا لم يستطع ذهب إلى إخوانه في السرقة واستعان بهم وحملوه جميعًا.

لا بد أن تكون هذه الأشياء في الدور والعمران، ولا بد أيضًا يقول المؤلف رحمه الله: (وراء الأبواب والأغلاق الوثيقة) ما يكفي أن تكون في الدور، والدكاكين، والعمران، حتى يكون فيها أبواب، وأغلاق وثيقة، وأظنه تختلف هذه الأمور الثلاثة، حتى ولو كانت في الدكاكين وراء الأبواب المغلقة، فالذهب مثلًا أو النقود ليس حرزها كحرز القماش أو لا؟

طلبة: نعم.

الشيخ: فلو أن رجلًا هتك الدكان، وكسر الباب، وسرق من القماش قطعت يده، وإن سرق من الدراهم، ولم تكن الدراهم في الصناديق تقطع ولّا لا؟

طلبة: لا تُقطع.

الشيخ: هذا رجل هتك هذا الدكان وكسره، ودخل ووجد فيه ثيابًا ودراهم على المعصرة، فأخذ الثياب وخرج بها، وأخذ الدراهم وخرج بها.

طلبة: يقطع في الثياب.

الشيخ: يقطع في الثياب، ولا يقطع في الدراهم؛ إذن لو سرق الدراهم وحدها لم يقطع، ليش وكلها في مكان واحد؟

لأنه جرت العادة أن الدراهم ما تجعل هكذا على الماصة في الدكان؛ ولهذا تجد الرجل لو نسى أن يدخلها وذكر في بيته يرجع ولّا لا؟

طالب: يرجع.

الشيخ: نعم، العادة أنه يرجع، والله أني نسيت أدخل الدراهم؛ أفلا يمكن أن نفرق بين الدراهم القليلة والكثيرة؟ يعني أن الناس يتساهلون فيما إذا كانت الدراهم مئة مئتين، يمكن يضعها على الماصة أو يضعها في درج غير مقفل، لكن الأموال الكبيرة ما يضعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>