وأيضًا الجائر؛ لا يترك الناس السرقة إلا خوفًا منه، فإذا كان في حال غيبوبة ملاحظته فإنهم يتجرؤون على السرقة؛ فالجائر في الواقع أمن الناس في حكمه أقل، وأيضًا ليس الجائر ما يتصوره بعض الناس الشدة في الحكم، من الجور ألا يعدل في الرعية؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لبشير بن سعد حين أعطى ابنه النعمان شيئًا لم يعطه إخوته قال:«إِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ»(٥)، فمن جور السلطان ألا يعدل في الرعية، وإذا لم يعدل في الرعية فلا شك أن الأمن يختل.
قوته وضعفه؛ أيهما أقرب إلى الإحراز؟
الطلبة: القوة.
الشيخ: القوة نعم، هذا لا شك فيه أنه إذا كان السلطان قويًّا فإن الأمن يستتب أكثر مما إذا كان ضعيفًا، لو كان السلطان ضعيفًا إذا جئنا نشتكي إليه قلنا: فلان سرق الغنم من الحوش قال: ويش أنه ما سرق الذهب من الصناديق، ولو جئنا نشكي عليه سرقة الذهب من الصناديق. قال: هما، بس ما حصل اختلاف في الأعراض، ما سطا عليكم في الأعراض ولا جاءكم في الفرش؛ احمدوا ربكم، ويش يكون هذا؟ هذا ضعيف، هذا سبب الفوضى وسبب السرقات.
إذن: كلما كان السلطان قويًّا صار الحرز أقل تحرُّزًا، حتى إنه في بعض الأحيان؛ إذا كان السلطان قويًّا ربما يوضع الشيء على الأرصفة، وهو من الأشياء المثمنة، ولا أحد يأتيه، وإذا كان ضعيفًا فإنها تُكسر الأبواب وتُسرق الأموال.
قال المؤلف:(فحرز الأموال والجواهر والقماش في الدور والدكاكين والعمران وراء الأبواب والأغلاق الوثيقة).
(حرز الأموال والجواهر) ويش هي الأموال إذا قال: الجواهر؟ الأموال النقود.
وكذلك (الجواهر) مثل اللآلئ وغيرها، وكذلك (القماش)، ويش في القماش؟ الثياب.