وإذا تأملنا وجدنا أن الغالب أن الأم أحسن للطفل من الأب لا سيما إذا كان الأب بيأخذه، وبيحطه عند مراته الثانية، لا تقوم بمصالحه، ولا تهتم به، وربما تبغضه؛ لأنه ولد ضرتها؛ يقول شيخ الإسلام هنا: الأم أحق من الأب بلا ريب. هو صادق رحمه الله إذا علمنا أن الأب سيهمله ويضيعه، أو أن بعض الأزواج -والعياذ بالله- يصرح بالمضارة، يقول مثلًا للأم: إذا تزوجت ( ... )، ثم هي مع الشفقة على ولدها تجدها شابة لا تتزوج خوفًا من تهديد الزوج، فمثل هذا إذا علمنا أن الرجل إنما أراد الإضرار بالأم، لا مصلحة الطفل فإنه يجب أن يحال بينه وبين مراده، وإلا لَكُنَّا نسلط هؤلاء المجرمين الظالمين على أولئك النساء ( ... ).
طالب:( ... )؟
الشيخ: لا، المراد بالحاجة، يعني عند الضرر، لضرر طارئ يطرأ، ما ..
الطالب: المذهب؟
الشيخ: المذهب إذا تزوجت الأم ما لها حق.
الطالب:( ... ).
الشيخ: يرون أن هذه ( ... ).
(فصل: وإذا بلغ الغلام سبع سنين عاقلًا خُيِّر بين أبويه، فكان مع من اختار منهما) وقبل سبع سنين عند من؟
طلبة: عند الأم.
الشيخ: عند الأم، قبل سبع سنين سواء كان ذكرًا أم أنثى فهو عند الأم، فبعد سبع سنين يختلف الحكم إذا كان غلامًا، وكان عاقلًا فإنه يُخيَّر، فإن لم يكن عاقلًا، فعند من؟
طالب: عند الأم.
الشيخ: عند الأم، لكن إذا كان عاقلًا فإنه قال: يُخيَّر، خُيِّر بين أبويه، فكان مع من اختار منهما قد قضى بذلك عمر وعلي رضي الله عنهما، وروى سعيد والشافعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيَّر غلامًا بين أبيه وأمه (٢). إذن يُخيَّر، يقال: من تريد أبوك ولَّا أمك؟ إذا قال: أريد أمي يبقى عندها إذا قال: أريد أبي، يبقى عنده.
طالب: هو بالطبع سيقول: أمي.
الشيخ: ما ( ... ) يمكن، على كل حال، اللي يختاره يبقى عنده، فإن قيل له: لماذا اخترتَ أمك؟
قال: لأن أمي تخليني ألعب على ما أبغي بالأسواق، وأبويا يُجبرني على أني أذهب للمدرسة، فماذا نصنع؟