للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: لا، ما هو نهي؛ لأن وقت عرفة ليس مسنونًا فقط، وأما حديث النهي عنه (٥) فهو فيه ضعف كما هو معروف.

طالب: يا شيخ، إذا أفطر من أجل السفر؟

الشيخ: كيف؟

الطالب: إذا أفطر من أجل السفر عندما يذهب إلى الحج؟

الشيخ: بيجينا الآن.

***

يقول المؤلف: (وجنونٍ، ومرضٍ مَخُوفٍ)، المرض الْمَخُوف الذي يُخْشَى منه الموت، وجاء به المؤلف في سياق تمثيل الفطر الواجب؛ وذلك لأن المرَض الْمَخُوف الذي يُخْشَى إذا لم يفطر مات، ماذا يكون عليه؟ الفطر؟ يكون الفطر واجبًا عليه، فقول المؤلف: (ومرضٍ مَخُوفٍ) يعني: الذي يُخْشَى منه الموت إذا لم يفطر.

وقال المؤلف: (ونحوه) يعني: نحو هذه الأشياء مما يجب فيه الفطر، كما لو أفطر لإنقاذ غريق؛ فإن الفطر لإنقاذ غريق معصوم حكمه واجب، فإذا أفطر لهذا لم ينقطع التتابع.

قال المؤلف: (أو أفطر ناسيًا أو مُكْرَهًا أو لعذر يبيح الفطر).

إذا أفطر ناسيًا فإنه لا يقطع التتابع، وفي هذا التعبير نظر ظاهر؛ لأنه بالنسيان لا فطرَ، وقد تقدم لنا في باب المفطرات أن مَن أكل أو شرب ناسيًا فليتم صومه ولا يفطر (٦)، حتى على المذهب، إلا أن هناك شيئًا واحدًا يقولون: إنه يفطر فيه بالنسيان، وهو الجماع، فلو نسي فجامع الرجل غيرَ التي ظاهر منها فإنه على المذهب يفطر مع أنه ناسٍ.

والصحيح أنه لا فرق بين الجماع وغيره، وأن كل مَن تناول المُفطِّر ناسيًا فصومه صحيح، وبناء على هذا هل يكون قد أفطر ولّا لا؟ لا يكون قد أفطر، بل التتابع موجود، لكن هذا بناء على المذهب، حيث يرون رحمهم الله أن من أفطر بالجماع ناسيًا فإنه يفطر.

طالب: يعني يا شيخ يقصد المؤلف أنه إن نسي وهو يصوم صوم الكفارة.

الشيخ: إي، نسي أيش؟

الطالب: نسي أنه يجب عليه صيام هذه الأيام لأنها كفارة، يعني نسي.

الشيخ: ويش نسي؟

الطالب: نسي أن عليه صوم كفارة.

الشيخ: لا، هو يقول: (أفطرَ ناسيًا).

الطالب: لعله يعني ( ... ) كفارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>