ولو كان مِنْ يَدَيْن، واليمنى مقطوعة الخنصر، واليسرى مقطوعة البنصر، هذا لا شك أنه يمنع من كمال العمل، لكن ليس ضررًا بَيِّنًا، وعلى كل حال في الحقيقة القاعدة أهم من التمثيل، القاعدة إذا كانت الرقبة معيبة عيبًا يضر بالعمل ضررًا بَيِّنًا فإنها لا تجزئ.
(ولا يجزئ مريض ميؤوس منه ونحوه).
المريض الميؤوس، إيه نوع هذا المريض الميؤوس منه؟ ما تيأس من رحمة الله، كم من إنسان قُرِّبَ نعشه وكفنه فعافاه الله، لكن هنا أمراض معينة معروفة ميؤوس منها، مثل السُّلّ في زمن مضى ما يمكن يُشْفَى منه، ( ... )، الآن أصبح السل غير ميؤوس منه.
السرطان الآن حسب .. إلى الآن ما وجدوا له دواء، فهو الآن يعتبر من الأمراض التي إذا أصابت الإنسان فهو ميؤوس من بُرْئِه.
وكذلك (ونحوه) مثل مَن؟ كالزَّمِن مثلًا، والمشلول، كل بدنه مشلول، هذا ما يمكن يجزئ؛ لأنه ما يمكن أن يعمل العمل الذي يراد منه.
طالب:( ... )؟
الشيخ: إي نعم، قد يُقْبَل، ما دام صحيحًا يُقْبَل.
***
يقول المؤلف:(وَلاَ أُمُّ وَلَدٍ)، أم الولد ما تجزئ، أيش أم الولد؟ كل امرأة لها ولد، أُمُّ الولد هي التي وَلَدَت من سيدها ما تَبيَّن فيه خَلْق الإنسان، هذه أم الولد وإن لم يكن حيًّا.
حكمها حكم الرقيق، ولكنها إذا مات سيدُها عَتقت، وهل يجوز بَيْعُها؟ اختلف أهل العلم في ذلك، والمعروف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وصدر من خلافة عمر أنها تباع، ولكن لما رأى عمر رضي الله عنه أنه كَثُر التفريق بينها وبين أولادها منع من بيع أمهات الأولاد (٣).
(أمُّ ولدٍ) لا تجزئ، السبب؛ يقولون: لأن سبب عتقها قد انعقد، شو به؟ بالولادة، فيقولون: الحقيقة ما هي برقيقة خالصة.
(ويجزئ المدبَّر)، يعني: الذي أعتقه سيدُه، أو ( ... ) أصح: الذي عَلَّق سيدُه عتقَه بموته، بموت العبد؟