(رقبة) يعني: دون رأس ودون ظهر ودون قدم! هذا من باب إطلاق الجزء على الكل، ولا يمكن إطلاق جزء على كل إلا أن هذا الجزء شرط في وجوده، هذه قاعدة مهمة، يعني ما يمكن تقول: أعتق أصبعًا؛ لأنه قد يزول الأصبع و ( ... ) باقية، وأما الرقبة، لو زالت الرقبة يموت؟
طالب: نعم.
الشيخ: نعم، ولهذا إذا عَبَّرَ الله تعالى عن الصلاة بالركوع والسجود دل على أن الركوع والسجود واجبات فيها.
الآن (رقبة مؤمنة)، المراد بالإيمان هنا مطلَق الإيمان، لا الإيمان المطلَق، وأظن بينهما فرقًا؛ الإيمان المطلق الكامل، كالذي في قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال: ٢]، وأما مطلَق الإيمان فإنه يشمل مَن آمن وإن لم يكن على هذا الوصف، كثير من الناس الآن مؤمنون وهم على هذا الوصف؟ هل إذا ذُكِرَ الله عَزَّ وجلَّ وَجِلَت قلوبهم؟ وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيمانًا؟ ما قيمة المؤمنون هكذا، المراد هنا مطلق الإيمان، فيشمل الفاسق؟ نعم يشمل الفاسق؛ لأن المراد مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق.
(رقبة مؤمنة) نشوف الآن الدليل على أنه لا بد من الإيمان في جميع الكفارات، كفارة القتل الإيمان فيها صريح منصوص عليه؟