للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك من (خادم)، كيف خادم؟ الخادم مرادهم الخادم المملوك؛ لأن الخادم الحر ليس بملكك، فهذا رجل عنده خادم مملوك يحتاج إليه، هل نقول: أعتِقْه أو بعه واشتر رقبة؟ الجواب: لا؛ لأن هذا تتعلق به حاجته، وتعلُّق حاجته به سابق على ظِهَاره، فيقدَّم أيش؟ الحاجة السابقة، ولهذا قال: (وخادم)، ولكن عندي بالشرح يقول: (صَالِحَيْنِ لمثله إذا كان مثله يُخدَم)، فقيَّدها بقيدَيْنِ؛ أولًا: أنهما صالحان لمثله، فلو كان المسكن يعني مسكنًا كبيرًا أكثر من مثله، فإنه يبيعه ويشتري ما يكون صالحًا لمثله، ويشتري بالفاضل رقبة، والله أعلم. ( ... )

هذا واحد، واحد فقط، شرط واحد؛ أن يكون قادرًا عليها، والقدرة يقول المؤلف: (بأن يكون عنده ثمنها فاضلًا عن كفايته وكفاية مَن يَمُونُه، وعما يحتاجه من مسكن وخادم ومركوب وعَرَضِ البِذْلةٍ وثيابِ تجمُّلٍ).

(عَرَض البذلة) يعني المتاع الذي يُبْتَذَل، مثل ثياب العادة، ومثل سيارة العادة، والمسكن -المسكن تقدم والمركوب-، ومنها عرض البذلة التي يحتاجها وتتكرر حاجته إليها كالثياب، وكذلك الأواني في البيت، وما أشبهها.

(وثيابِ تجمُّلٍ)، حتى ثياب التجمل ما نقول للإنسان: بِعْ ثيابك التي تتجمل بها واشترِ عبدًا تعتقه، ما نقول هذا.

وكذلك: (ومالٍ يقُوم كسبُه بمؤونته)، أيضًا لا بد يكون فاضلًا عن مالٍ يقوم كسبه بمَؤُونته، كيف؟ هذا رجل عنده مئة ألف، لو اشترى بأربعين ألفًا أمكنه ذلك، عنده مئة ألف، لكن مئة الألف كَسْبُها لا يكفيه هو وعائلته، يعني يتجر بها والكسب اللي يأخذه منها لا يكفيه، لو أنه اشترى منها عبدًا نقص الربح، فتنقص الكفاية؛ المؤونة، هل نقول: يلزمك أن تشتري عبدًا بأربعين ألفًا ولو نقصت كفايتك؟ الجواب: لا؛ ولهذا يقول المؤلف: (ومالٌ يقوم كسبه بِمَؤُونته)، فلا بد أن يكون فاضلًا عن مال يقوم كسبه بمؤونته، يعني مثلًا ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>