الشيخ: ولو كان عنده أقل ما يستطيع يقول: هذا لا يكفيني دائمًا، والسبب في ذلك لأن الأعمار بيد الله عزّ وجل، ولأن الأوقات تختلف، يمكن يُقَدِّر الإنسان أن نفقته لهذا العام خمسون ألف ريال، ثم تختلف الأسعار وترتفع فتكفيه الخمسون ولّا لا؟ ما تكفيه، ويمكن يُقَدِّر أن نفقته مئة ألف ريال أو خمسون ألف ريال وترخص الأسعار ويكفيه عشرون ألف ريال، فهذا أمر لا يمكن انضباطه، وما لا يمكن انضباطه فإن إلزام الناس به عسير.
إذن يحتاج أن نؤول كلمة (دائمًا) بأن نقول: معنى كلمة (دائمًا) أنه عنده مثلًا صنعة، عنده مَغَلٌّ، وما أشبه ذلك، يكفيه، عنده مثلًا ملك يُغِلُّ عليه كل سنة عشرة آلاف ريال تكفيه، فهذا نقول: عنده ما يكفيه دائمًا، أما أن نقول: إن المراد مَؤُونته دائمًا نقود، النقود لا يمكن انضباطها أبدًا، فنقول: أنت الآن ما دام أن عندك مالًا يمكنك أن تشتري به رقبة فاشترِ، إذا قال: والله أنا اللي عندي هذا ( ... ) يكفيني خمسين سنة، ويش نقول؟ نقول: ويش يدريك تبقى الخمسين؟ ! قال: بعض الفقهاء يقولون: يكفيه دائمًا، لو أقعد ألف سنة أو أكثر من ذلك لازم يكفيني دائمًا. فنقول: الفقهاء -رحمهم الله- إنما أرادوا بذلك شيئًا له دخل مستمر يكفيه.
قال:(وكفاية مَن يَمُونه)، ويش معنى (يَمُونه)؟ أي: يقوم بنفقته.
نشوف اللي يقوم بنفقتهم؛ زوجة، وأولاد، وأقارب تلزمه نفقتهم، فمؤونة هؤلاء تقدَّم على العتق الواجب عليه، بل هو لم يجب عليه في الواقع.
(وعما يحتاجه من مَسْكَن)، لو كان هذا الرجل عنده مَسْكَن يحتاجه، وقال: أنا لو بعت هذا الْمَسْكَن واستأجرت أمكنني أن أعتق رقبة، فماذا نقول له؟ لا يجب عليه أن يبيعه؛ لأنه يحتاجه.