للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المؤلف: (وجنون ولو ساعة) الجنون -والعياذ بالله- فقد العقل، فإذا فقد العقل ولو ساعة من؟

طالب: من النهار.

الشيخ: من الزمان ما هو بلازم ساعة في اليوم والليلة، ساعة من زمان؛ أي إذا ثبت أنه جن ولو ساعة فإن ذلك يعتبر عيبًا سواء للمرأة أو الرجل، وظاهر كلامه ولو برأ منه حتى لو برأ؛ لأنه لا يؤمَن أن يعود.

قال: (وبرص) البرص هو بياض الجلد، نسأل الله العافية، وهي من الأمراض التي قد تكون وراثةً، وقد تكون لسبب من الأسباب، ومن أكثر أسبابها التخم؛ أن الإنسان يملأ بطنه ويخلط فيه من الأكل.

ولهذا قال شيخ الإسلام: إذا خاف الإنسان بأكله التخمة فالأكل عليه حرام، لو أنه خبز ولحم ما يجوز يأكل ما دام يخشى التخمة؛ وهي الغيرة، يسموها الناس الغيرة.

ومن أسبابه أيضًا غير الوراثي، من أسبابه الروعة والوحشة فإنها تحدث ذلك، وقد كان الناس فيما سبق يسافرون في الليالي المظلمة المخيفة أحيانًا بعضهم يصيبه هذا البلاء.

وقد يكون وراثةً، وقد يكون بأمر الله ما يُعلم له سبب، فهذا البرص ولو كان بقدر جب الإبرة يعتبر عيبًا، سواء كان في الزوج أو في الزوجة، وعلى هذا فلو كان في إبطها كجب الإبرة برصًا وجب على أهلها عند العقد أن يقولوا له: فلانة فيها قدر جب إبرة برص في إبطها؛ لأن هذا عيب، وكذلك الرجل.

لكن حسب ما نرى أن البرص نوعان: برص يعتبر مرضًا حقيقة، فينشأ أول ما ينشأ للإنسان بجزء صغير جدًّا، ثم ينتشر في الجلد؛ كالجرب نسأل الله السلامة. وقسم آخر: لا، ما هو عيب، تجد -مثلًا- الجلد أصابه شيء؛ إما لذعة نار، أو جرح، أو ما أشبه ذلك، أو أنه ما تدري ويش السبب لكنه ليس بمرض؛ لا يزيد، ولا يتغير، ولا شيء.

هذا الأخير وإن كان قد يُسمى بياضًا لكنه ليس العيب، ليس هو العيب، وهو لا يكاد يخلو منه أحد، هذا النوع لا يكاد يخلو منه أحد وليس بعيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>