للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا ما نويته أيضًا، على أن تكون هذه الجلسة فما يتعلق بالعلم وفضله، فنقول وبالله التوفيق:

لا شك أن العلماء ورثة الأنبياء، فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده، والذين يبلغون رسالاته هم العلماء، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء (٨)، ولكن المراد بالعلماء الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم علمًا وعبادة ودعوة وخُلقًا ومنهجًا وجميع ما يتعلق بحياته.

ولهذا كان من المهم لطالب العلم أن يدرس حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ليتأسى به في كل حال، والعلم لا بد له من آداب واجبة أو مستحبة.

فمن أهم الآداب الإخلاص لله عز وجل في طلب العلم، بأن لا نريد بطلب العلم رفعة في الدنيا أو مالًا أو جاهًا أو ما أشبه ذلك، فإنه قد جاء في الحديث: «مَنْ طَلَبَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَنَالَ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» (٩)، وهذا وعيد شديد فيمن أراد بالعلم الشرعي الذي يُبتغى به وجه الله شيئًا من عرض الدنيا.

وكما أن هذا الوعيد حق فإن العقل يقتضيه، كيف تجعل الأعلى وسيلة للأدنى، وكان الأليق بك عقلًا وشرعًا أن تجعل الأدنى وسيلة للأعلى، ولقد خاب وخسر من أراد بعمله الدنيا، والغالب أن من أراد بعمله الدنيا لا يُبارك له في علمه، لا في نفسه ولا في غيره، فلا بد من الإخلاص لله تعالى في طلب العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>