للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: (يرد معيبه ويفسخ الصلح) مثاله: قلت له: إن هذا الكتاب الذي في يدك لي، قال: لا، هذا ليس لك، وأنا ما عندي بينة، ولكنه قال: سأعطيك بدلًا عنه هذا القلم، قلت: طيب، أخذت القلم بدلًا عنه، ثم وجدت في القلم عيبًا، لي أن أرده ولَّا لا؟ لي أن أرده وأفسخ الصلح، وأطالب بالكتاب؛ لأن الصلح في حقي هنا بيع، هذا معنى قوله: (يرد معيبه ويفسخ الصلح).

(للآخر إبراءٌ فلا رَدّ)، يعني: لو وجده مَعِيبًا فلا رد له؛ لأنه أخذه على سبيل الإبراء لا على سبيل العِوَض؛ إذ إنه يعتقد أنه ليس له.

هذا الكتاب اللي أنا قلت: إنه لي، وأنكر، وصالحني على دراهم، وأخذت الدراهم ومشيت، بعد ما مشيت أو قبل أن أمشي فتَّش الكتاب وإذا الأرضة قد أكلته، ما فيه إلا أول ورقة وآخر ورقة، والباقي كله مأكول، عيب ولَّا غير عيب؟

طلبة: عيب.

الشيخ: عيب، هل يرده عليه؟ لو ( ... ) قال: خذ كتابك أعطني الدراهم اللي أعطيتك.

طالب: ( ... ).

الشيخ: أقول: لا، أنت بنفسك قد قلت: إن هذا الكتاب ليس لي، كيف تطالب به، وأنت بنفسك مُقِرٌّ بأنه ليس لي، والذي أعطيتني الدراهم إبراء لذمتك ما هي عِوَض عن الكتاب؛ لأنك تعتقد أن الكتاب ليس لي، فكيف ترده عليَّ؟ ! ولهذا لا يرد بعيب بالنسبة لِمَن؟

طلبة: للمدَّعَى عليه.

الشيخ: للمدَّعَى عليه.

وقول المؤلف: يؤخذ من المدَّعِي بشفعة ولا يؤخذ من المدَّعَى عليه بشفعة، كيف ذلك؟

يعني: لو أن المدَّعَى عليه حين قلت له: إن هذا لي، قال: لا، ليس لك، ثم صالحني بشِقْصٍ له في عقار، عرفتم؟ صالحني بشِقْصٍ له في عقار فإن هذا الشِّقْص يؤخَذ مني بالشُّفْعة، يأخذه مَن؟ يأخذه الشريك، الصورة معروفة ولا نصوِّرها؟

طلبة: غير معروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>