للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن أعوز المثل؛ يعني: استقرضت مثليًّا ولكن أعوز المثل، ومعنى (أعوز) أي: تعذر أو تعسر، تعذر المثل أو تعسر، أما تعذره فأن يُفْقَد، ما يوجد، هذا يُسَمَّى تعذرًا، وأما التعسر فأن يكون بعيد المنال أو بعيد المكان؛ يعني -مثلًا- يوجد، لكن أين يوجد؟ قالوا: يوجد في الصين الشيوعية، ويش هذا؟

طالب: بعيد المنال.

الشيخ: بعيد المنال؟ لا، بعيد المكان الظاهر أو لا؟ هو رخيص هناك، لكنه بعيد المكان.

بعيد المنال؛ موجود لكن بدل ما كانت قيمته مئة صار الآن قيمته ألفًا؛ يعني غلا غلاءً عظيمًا، هذا بعيد بعيد المنال.

وقد يكون بعيد المنال والمكان؛ مثل لو كان في مكان بعيد وغالٍ جدًّا، وما هو متعذر، موجود، لكن في ( ... )؛ ولهذا المؤلف قال: (إن أعوز المثل) ليشمل التعذُّر والتعسُّر.

(فإذا أعوز المثل فالقيمة إذن) ويش معنى (إذن)؟ أي: وقت الإعواز.

فإذا قال: واللهِ الآن فُقِدَ من الأسواق، سُحِب ما هو موجود؟

نقول: العبرة بقيمته وقت إعوازه؛ يعني: قبل أن يُعْدَم؛ لأنه إذا تعذر الأصل رجعنا إلى البدل، فلما تعذر المِثْل رجعنا إلى القيمة.

***

ثم قال المؤلف: (ويحرم كل شرط جرَّ نفعًا) (يحرم كل شرط) يحرم؛ يعني: على المقرِض، (كل شرط جر نفعًا) نفعًا لمن؟ نفعًا للمقرِض حرام، وإذا كان حرامًا على المقرِض فهو حرام على المقترِض؛ لأنه من باب الإعانة على الإثم، فكل شرط يجر نفعًا للمقرِض فهو حرام؛ لأنه إذا دخله الشرط الذي يجر النفع صار من باب المعاوضة، فصار ربًا؛ ولهذا عبَّر بعضهم بقوله: كل شرط جر نفعًا فهو ربًا.

مثال ذلك: أقرضتك عشرة آلاف ريال على أن تعطيني معها ساعة إلكترونية عند الوفاء، صار المقصود بالقرض فاسد؛ المنفعة الدنيوية، فيكون ربًا؛ لأنك أعطيتني ما أعطيتك وزيادة، فيكون ربًا، أقرضتك عشرة آلاف ريال على أن تعطيني السيارة أَصِل بها إلى بُريدة وأرجع بعد ساعتين، يجوز ولَّا لا؟

طالب: ما يجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>