هذا، ذكر المؤلف سبب مشروعية صلاة الاستسقاء، وأنها إجداب الأرض، وأيش؟ وقحوط المطر. (صلوها جماعة وفرادى وصفتها في موضعها وأحكامها كعيد).
وقول المؤلف:(إذا أجدبت الأرض) ظاهره، ولو كان ذلك في غير أرضهم، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يستسقي إلا لأرضه وما حولها مما يتضرر به البلد، أما ما كان بعيدًا فإنه لا يضرهم، وإن كان يضرّ غيرهم، ما لم يأمر به الإمام، فإن أمر به الإمام صلوا.
قال:(وإذا أراد الإمام الخروج لها)، من الإمام؟
طلبة: يحتمل أنه ..
الشيخ: يحتمل أنه الإمام الأعظم، أو إمام الصلاة، وهو الأقرب.
(وعظ الناس)، والوعظ: هو ذكر الأحكام أو التذكير المقرون بالتخويف والترغيب.
قال:(وعظ الناس) قد يقول قائل: أين الدليل على أنه إذا أراد الخروج يعظ الناس؟ أليس النبي عليه الصلاة والسلام قد خرج إلى المصلى واستسقى، فهل وعظهم؟
نقول: نعم، إنه إذا كان يعظهم وعظًا عامًّا، كما لو صادف أنه يتكلم في خطبة الجمعة فيعظ الناس فهذا طيب، ولا يُقال: إنه وعظهم من أجل الاستسقاء، ولكن من أجل خطبة الجمعة والمناسبة.
قال:(وأمرهم بالتوبة من المعاصي)، وذكرنا أن التوبة يُشترط لها خمسة شروط.
(والخروج من المظالم) هذه من باب عطف الخاص على العام؛ وذلك لأن الخروج من المظالم من التوبة.
وقوله:(المظالم)، جمع مَظْلِمة، فتشمل المظلمة في حق الله، والمظلمة في حق العباد، مثال الأول: لو كان لم يخرج زكاته، أو لم يخرج كفارة كانت عليه، فهذه المظلمة في حق الله، فليبادر إليها، ومثال الثاني: لو كان عنده حق لشخص؛ مثلًا: دراهم، أو منافع أو غيرها، فإنه يخرج منها أيضًا بإيفائه.
فإن كان الحق غير مالي كالغيبة مثلًا، فإنه يخرج منها بأن يذهب إلى من تكلم فيه، ويقول: إني تكلمت فيك فحلِّلني، ولا يخرج من عُهدتها إلا بذلك.