إذا أراد الإمام الذي يصلي بهم صلاة الاستسقاء الخروج لها (وعظ الناس)، والموعظة هي التذكير المقرون بترغيب أو تخويف، هذه الموعظة، التذكير المقرون بأيش؟ بترغيب أو ترهيب. فيعظهم مثلًا فيُرغِّبهم في فعل الواجبات، ويحذِّرهم من انتهاك الحرمات.
ولهذا قال:(وأمرهم بالتوبة)، التوبة يعني الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته، وقد ذكر العلماء -رحمهم الله- للتوبة شروطًا يحسن أن نذكرها الآن:
الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل بأن يقصد بتوبته إلى ربه رضا ربه، لا أن يتوب أمام الناس رياءً وسمعة.
الثاني: أن يندم على ما حصل له من الذنب، وهذا الشرط، قال بعض العلماء: إنه لا يمكن تحقيقه؛ لأن الندم انفعال في النفس، والانفعال لا يملكه الإنسان، ولكن الصحيح أنه يمكن أن يملكه؛ لأن معنى الندم إظهار الغم والهم لما أصابه، ووقع منه من الذنب، وهذا أمر يمكن أن يقع.
الثالث: أن يُقلع عن المحرم، فمثلًا إذا كانت التوبة من ترك الزكاة مثلًا، فلا بد أن يُخرج الزكاة، إذا كانت من التهاون بصلاة الجماعة فلا بد أن يصلي مع الجماعة، إذا كانت من الغيبة فلا بد أن يقلع عن الغيبة، إذا كانت أخذ مالٍ لا يستحقه فلا بد أن يرده إلى صاحبه، إذا كانت من ضرب إنسان اعتدى عليه بالضرب فلا بد أن يستحله، أو يقول: خذ اضربني كما ضربتك. المهم أن يقلع عما تاب منه من الذنب.
الرابع: أن يعزم على ألا يعود، ليس يتوب توبة مؤقتة، بل يعزم على ألا يعود، وهنا نقول: يعزِم على ألا يعود، ولَا نقول: ألا يعود؟
طلبة:( ... ).
الشيخ: الأول، ولَّا الثاني؟
طلبة: الأول.
الشيخ: ألا يعود، أو أن يعزم على ألا يعود؟
الطلبة: أن يعزم على ألا يعود.
الشيخ: أن يعزم على ألا يعود؛ لأنه لو فرضنا تمت الشروط، ثم بعد ذلك عاد، فالتوبة الأولى صحيحة، أن يعزم على ألا يعود.