فقال: يا رسول الله، إن التمر في البيادر؟ فقال:«اللَّهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ فَيَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ».
ثعلب المربد: هو الفجوة التي يدخل منها السيل إلى البستان من الحائط، فتحة في الحائط يدخل منها السيل، فأمطرت السماء، وأمطرت، وخاف الناس من فساد التمر، فجاؤوا إلى أبي لبابة، وقالوا: اذهب إلى مربدك وسده بإزارك لأجل يقف المطر، فذهب فسدَّه بإزاره فوقف المطر، الله أكبر، سبحان الله! هذه من آيات الله عز وجل، وحينئذٍ سَلِم الناس من الضرر الكثير الذي يحصل لهم بالمطر في بيادرهم.
المهم، هناك أيضًا صفات أخرى، ليس لازمًا أن تكون على الصفة التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام، أعني طلب السُّقيا، ممكن أن يستقي الناس في صلواتهم، إذا سجد الإنسان دعا الله، في آخر الليل إذا قام من الليل دعا الله عز وجل في كل مناسبة.
يقول:(صلوها جماعة وفرادى): (صلَّوْها) أي صلاة الاستسقاء، وستأتي صفتها.
(جماعة وفرادى)، ولكن الأفضل أن تكون جماعة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
(وصفتها في موضعها وأحكامها كعيد) إذن تُسنّ في صحراء؛ لأن صلاة العيد تسنّ في الصحراء، يُكبِّر في الأولى بعد التحريمة والاستفتاح ستًّا، وفي الثانية خمسًا، يقرأ بـ (سبح) و (الغاشية)؛ لأن المؤلف قال:(صفتها في موضعها) أي: في مكانها (وأحكامها كعيد)، لكنها تخالف العيد في أنها سُنَّة، والعيد فرض كفاية.
(وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس) قوله: (الإمام) يحتمل أن يريد به إمام كل مسجد، الإمام الذي يصلي بهم صلاة الاستسقاء، ويحتمل أن يراد به الإمام الأعظم وهو السلطان، والمعنى الأول أقرب.