«عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن رقيقًا لحاطب سرقوا ناقة لرجل من مزينة فانتحروها، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب، فأمر عمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم، ثم قال عمر: أراك تجيعهم، ثم قال عمر: والله لأغرمنك غرمًا يشق عليك، ثم قال للمزني كم ثمن ناقتك؟ فقال المزني: كنت والله أمنعها من أربعمائة درهم، فقال عمر: أعطه ثمانمائة درهم. أخرجه في الموطأ».
قلت: هذا مع كونه ليس حديثًا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهو لا يصح عن عمر لانقطاعه بينه وبين يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، فإنه ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، كما قال أبو حاتم الرازي.
على أن مالكًا نفسه قال عقبه:
«وليس على هذا العمل عندنا في تضعيف القيمة»!
فالأثر ضعيف السند، ومع ذلك فليس عليه العمل، فما قيمته؟ !
[الحديث السادس]
«عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه كان في سرية من سرايا رسول الله عليه وسلم، قال: فحاص الناس حيصة ... فلما خرج قمنا إليه، فقلنا نحن الفرارين، فأقبل علينا، وقال: لا بل أنتم العكارون، قال: فدنونا فقبلنا يده، فقال: أنا فئة المسلمين. أخرجه أبو داود والترمذي».