للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

. . . . . . . . . ... يقُولُ الحَقَّ لَيسَ بِه خَفاءُ

ثم شهد حسَّان بتصديقه فقال:

شَهِدتُ به فَقُومُوا صدِّقُوه ... فَقُلتُم لا نَقُومُ ولا نَشَاءُ

أي: لا نقوم لتصديقه ولا نريده - فعاندوا، ولما كان ذلك قال:

وقَال اللهُ قَد يَسَّرتُ جُندًا ... هُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِّقاءُ

أي قَصدُها وهمُّها لقاؤكم وقتالكم، يعني أنهم لما ظهر عنادهم نصر الله نبيَّه بجند الأنصار، ولم يذكر المهاجرين لأنَّهم لم يظهر لهم أثر إلا عند اجتماعهم بالأنصار، والله تعالى أعلم.

لَنا فِي كُلِّ يومٍ مِن مَعَدٍّ ... سِبَابٌ أو قِتَالٌ أو هِجاءُ

هكذا رواية ابن إسحاق، ويروى سباء من السَّبي، ومعناه واضح، فالهمزة مكان الباء، والذي في كتاب مسلم نلاقي كل يوم من معدٍّ سباب، ويعني بمعدٍّ قريشًا، نسبهم لمعدِّ بن عدنان، وأو في البيت للتنويع، ويعني بالسباب السب نثرًا، وبالهجاء السب نظمًا، والله تعالى أعلم.

وقد دلَّ عليه قوله:

فَنُحكِم بالقَوَافي مَن هَجَانا ... ونَضرِبُ حِينَ تَختَلِطُ الدِّماءُ

فنحكم: نمنع، ويعني أنه يجيب الهاجي بأبلغ من هجائه وأصعب عليه فيمتنع من العود، ويعني باختلاط الدماء التحام الحرب ومخالطة الدماء عند الحرب.

أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنِّي ... مُغَلغَلةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ

أبو سفيان هذا هو ابن الحارث، وهو كان الهاجي أولًا، وقد تقدَّم أنه كان أحد الشعراء. والمغلغلة: الرسالة تُحمل من بلد إلى بلد. وبرح الخفاء: أي انكشف السر وظهر المضمر - وهو مثل.

<<  <  ج: ص:  >  >>