للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كداء على الإقواء (١)، وليس بشيء، إذ لا ضرورة تحوج إليه مع صحَّة الروايات المتقدِّمة، وكنفا كداء: جانباها.

فإِمَّا تُعرِضُوا عنَّا اعتَمَرنا ... وكَانَ الفَتحُ وانكَشَفَ الغِطَاءُ

هذا يدل على أن حسان قال هذه القصيدة قبل يوم الفتح كما قال ابن هشام، وظاهره أن ذلك كان في عُمرة (٢) الحديبية حين صدوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن البيت، وقال ابن إسحاق: إن حسان قالها في فتح مكة - وفيه بُعدٌ.

وإِلا فَاصبِرُوا لِجلاد يَومٍ ... يُعِزُ اللهُ فيهِ مَن يَشاءُ

هذا من باب إلهام العالم، لأنَّ حسان قد علم أن الله قد أعز نبيَّه، وقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ} وقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ} الآية، وقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} إلى غير ذلك، وقد دلَّ على هذا قوله بعد هذا:

وجِبرِيلُ رَسُولُ اللهِ فِينا ... ورُوحُ القُدسِ ليسَ لَهُ كِفَاءُ

أي: لا يقاومه أحد ولا يماثله. وروح القدس: هو جبريل عليه السلام، والقدس: الطهارة، وهو معطوف على رسول الله، والكفاء: الكفو وهو المثل.

وقالَ الله قد أَرسَلتُ عَبدًا ... يقُولُ الحقَّ إِن نَفَعَ البَلاءُ

أي الابتلاء وهو الاختبار، وقد ضمن صدر هذا البيت معنى الابتلاء، ولذلك أشار بقوله البلاء لأنَّ اللام فيه للعهد لا للجنس، فتدبَّره!

ورواية مسلم في هذا البيت:


(١) "الإقواء": هو اختلاف حركة الإعراب في القوافي. خزانة الأدب (٤/ ٢٠٠).
(٢) في (م ٤): عام.

<<  <  ج: ص:  >  >>