للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٧) قول الشاعر:

وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَأْتِيَنَّ مَنِيَّتِي ... إِنَّ الْمَنَايَا يَا لاَ تَطِيشُ سِهَامُهَا

الشطر الثاني من هذا البيت "تذييل" أكّد به الشاعر منطوق الشطر الأول منه، وهو مما يجري مجرى المثل.

***

الطريقة الثامنة: "التتميم".

التتميم: الإِتيان بفضلة مفيدة في كلام لا يوهم خلاف المراد.

يلاحظ أنّ قيد "في كلام لا يوهم خلاف المراد" قد أضيف هنا للتفريق بين التتميم و"الاحتراس= التكميل" الذي سبق بيانه وشرحه.

أمثلة:

(١) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الإنسان/ ٧٦ مصحف/ ٩٨ نزول) يصف الأبرار.

{وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً} [الآيات: ٨ - ٩] .

قالوا: عبارة: {على حُبِّهِ} جاءَت تتميماً مفيداً حصلت به المبالغة في أنَّهم حريصون جدّاً على إطعام الطعام على الرغم من حبِّهِمْ له، وتعلُّقِ شَهْوَتِهم به، فالإِطعام في هذه الحالة أبلغ في الدلالة على ابتغاء مرضاة الله، وهو بسبب ذلك أعظم أجراً عند الله.

أقول: إنّ عبارة {على حُبِّهِ} قيد لازم لإِدْخال المطعم للطعام في مرتبة الأبرار، وهي فوق مرتبة المتقين الذين يكفيهم أن يطعموا الطعام الواجب عليهم أن يُطْعِموه، ولو كان هذا الطعام غير محبوب لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>