ومن الأحوال التي يكون فيها الأسلوب المباشر السافر أوقع وأكثر تأثيراً، أو أنفع وأجدى، أو أكثر ضبطاً، الأحوال التالية:
(١) خطاب الذين يصعب عليهم الفهم بأسلوب غيره، كالصغار وضعفاء التكفير.
(٢) حينما يكون المخاطب في حالة انفعالية أفقدته الهدوء والصّفاء الفكري، فالإِنسان في مثل هذه الحالة لا يروق له إلاَّ الكلام الذي يدلّ على المقصود بطريقة مباشرة.
(٣) لدى بيان الحقائق الكبرى العقديّة، كالكلام الذي يحدّد قضايا الإِيمان، فهذه يجب فيها التصريح المباشر السافر، مثل: لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله. آمنت بالله وملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِه واليوم الآخر.
(٤) لدى بيان المبادىء التي تعلنها الشعارات، فهذه ينبغي فيها التصريح الذي يدلّ على المعاني دلالة مباشرة سافرة.
(٥) لدى كتابة نصوص التشريع أو التقنين، فالأدب الرفيع فيها هو التعبير بالأسلوب المباشر السافر، لئلاَّ يكون في الأفكار احتمالات تسمح بصرف الكلام عن دلالاته المقصودة.
(٦) لدى التعبير عن الأحكام القضائيّة، فالنّصوص ذات الدلالة المباشرة السافرة فيها هي أكمل الأدب وأحكمه، عملاً بما توجبه مقتضيات هذه الأحكام.
(٧) في معظم مواقف الدعاء لله تعالى، فالتعبير المباشر السافر الموجز فيها كثيراً ما يكون هو الأدب الأرفع، مثل: ربّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وسدِّدني، وعافني، وارزقني حلالاً طيِّباً مباركاً فيه.