الإطلاق الأوّل كان لفظ الباب قابلاً لأنْ يدلَّ على المنفذ الذي يدخل منه الطائر إلى عشِّه ويخرج منه، والّذي يدخل منه الحيوان إلى جُحْرِه ويخرج منه، وعلى الثَّقْب الذي تدخل منه النحلة إلى خليَّتها وتخرج منه.
ثم اتّسع التعميم فصار قابلاً لأنّ يدلَّ على حَواجِزَ في السحاب تحجز الأمطار عن الهطول، وربّما تكون هذه الحواجز طاقات ذاتَ أنظمة خاصّة، فإذا حُرِّكت هذه الحواجز تحريكاً يسمح بهطول الأمطار هطلت الأمطار. ومنه التعبير القرآني في سورة (القمر٥٤) :
ثم انتقل الذهن من التعميم إلى التجريد، فصار للرزق أبواب وهي أبواب معنويّة، وصار للعلم أبواب وهي أبواب معنويّة، ومن ذلك التعبير القرآني في سورة (الأنعام: ٦) :
مُبْلِسون: أيْ يائِسون مبهوتون متحيّرون ساكتون قد انقطعت حجّتهم وهيمن عليهم الخِزْي والندم.
ونظير الباب المفتاح والمفاتيح، ومن التعميم والتجريد مفاتيح الرزق، ومفاتيح العلم، ومقاليد السماوات والأرض، قال الله تعالى في سورة (الشورى/ ٤٢ مصحف/٦٢ نزول) :