وهي كون المعنى له لفظ يدلّ عليه أو ليس له لفظ يدلّ عليه.
إنّ المعاني التي يمكن أنْ يحيط بها علم الإِنسان، أو يصل إليها إدراكُه الذهني، أو تخيُّلاته، تنقسم إلى قسيمن:
القسم الأول: هي المعاني التي لها ألفاظ لغويّة تدلّ عليها.
القسم الثاني: هي المعاني التي ليس لها ألفاظ لغويّة تدلّ عليها.
* مثل بعض الوجدانيّات والمشاعر النفسيّة التي لا يجد الشاعر بها ألفاظاً تدلّ عليها.
* ومثل بعض المركبات التخيّلية التي ليس لها أمثلة في الواقع.
* ومثل الغيبيّات التي لم يصل إلى حسّ النّاس أيّة صفة من صفاتها، ولكنْ أدركوا بعض آثارها، كالجاذبيّة قبل أنْ يتنبّه العلماء إليها ويضعوا لها اسماً.
* ومثل كثير من عناصر الأرض ونباتاتها وحشراتها وأجزاء الأجسام المركّبة التي لم يحدّد النّاس بَعْدُ أسماءً لها.
* ومثل كثير من الطعوم والروائح التي لا تُحْصَر فروعها، وإنْ عرفت أصولها، وكذلك الأصوات وما بينها من فروق وما لأصول أنغامها من فروع.
* ومثل كثير من الأعمال ذات الحركات المركّبة المتداخلة التي صار النّاس يشاهدونها بعد اختراع الآلات واكتشاف الطاقات.
وكلّنا نلاحظ أنّه كلّما وضح في أذهان النّاس معنى من هذه المعاني، وصاروا بحاجة إلى تداوله والتعبير عنه بدأوا يضعون لفظاً منقولاً أو مرتجلاً يدلّ عليه، ومع تداول هذا اللّفظ مشيراً إلى المعنى الذي وُضِع له يغدو رمزاً معروفاً،