للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وأمّا في الشعر: فهو أن يجعلَ المتكلم أحد اللّفظين المكرّرين، أو المتجانِسَيْن، أو ما هو مُلْحَقٌ بالمتجانسين في واحد من الوجوه التالية:

الوجه الأول: أن يكون أحدُهما في آخر البيت والآخر في أول البيت، مثل قول الأفيشر:

سَرِيعٌ إلى ابْنِ الْعَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ ... وَلَيْسَ إلى دَاعِي النَّدَى بسَرِيعِ

الوجه الثاني: أن يكون أحَدُهُما في آخر البيت والآخر في آخر الشطر الأول، مثل قول أبي تمام:

وَمَنْ كَانَ بِالبِيضِ الكواعِبِ مُغْرَماً ... فَما زِلْتُ بِالبِيضِ القَوَاضِبِ مُغْرَمَاَ

الكواعِبُ: جمع "كاعِب" وهي الجاريةُ حين يَبْدو ثدْيُها.

بالْبِيضِ الْقَوَاضب: أي: بالسُّيوف القواطع.

الوجه الثالث: أن يكون أحدهما في آخر البيت، والآخر في حَشْوِ الشطر الأول، مثل قول الصِّمَة بن عبد الله القُشَيْري:

أقولُ لِصَاحبي والعِيسُ تَهْوِي ... بِنَا بَيْنَ المُنِيفَةِ فالضِّمَار

تمَتعْ مِنْ شِميم عَرَارِ نجْدٍ ... فَمَا بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرَارِ

العَرَار: وردة ناعمة صفراء طيّبة الرَّائحة.

الوجه الرابع: أن يكون أحدُهُما في آخِرِ البيت والآخَرُ في أوّل الشّطْر الثاني، مثل قول ذي الرّمّة:

ألِمَّا عَلَى الدَّارِ الَّتِي لَوْ وَجَدْتُهَا ... بِهَا أَهْلُهَا مَا كَانَ وَحْشاً مَقِيلُهَا

وَإِنّ لَمْ يَكُنْ إلاَّ مُعَرَّجَ سَاعَةٍ ... قَلِيلاً فإنِّي نَافِعُ لي قَلِيلُهَا

أَلِمَّا: أي: انْزِلاَ نُزُولاً قَلِيلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>