للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤) وفي ترتيبها.

مثل: "يَحْيَا" فعلاً مضارعاً مصدره الحياة، و"يَحْيَى" اسماً علماً لإِنسان، ومثل: "جَنَى" بمعنى ارتكب جناية، و"جَنَى" بمعنى قطف ثمرة من شجرتها.

واشتقّوا من هذا النوع الأوّل خمسة فروع، وهي ما يلي:

الفرع الأول: "المماثل" وهو الجناس التام الذي يكون اللّفظان المتشابهان فيه من نوع واحد من أنواع الكلام، كاسمين، أو فعلين، ومن أمثلته ما يلي:

(١) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الروم/ ٣٠ مصحف/ ٨٤ نزول) :

{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُقْسِمُ المجرمون مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ ... } [الآية: ٥٥] .

المراد من لفظ "الساعة" ساعَةُ البعثَ إلى يوم الحساب والجزاء، والمراد من لفظة "ساعة" أنهم ما لبثوا في البرزخ بين الموت والبعث غير مدة زمنية من أزمان النهار واللّيل المقسّم إلى (٢٤) ساعة أو نحوها.

(٢) وقول أبي تمّام يصف فُرْسَانَ ممدوحيه:

إِذَا الْخَيْلُ جَابَتْ قَسْطَلَ الْحَرْبِ صَدَّعُوا ... صُدُورَ الْعَوَالي في صُدُور الكَتَائِبِ

جَابَتْ قَسْطَل الحرب: أي: اخترقت وقَطَعَتْ غُبار موقعه الحرب من وسطه.

صَدَّعُوا: أي: كَسَّروا. صُدُورَ العوالي: أي: المتقدّم من الرماح مما هو قريبٌ من السِّنان، فالعالية: هي النِّصْفُ الذي يَلي السّنان من قناة الرّمح، وجمعها العوالي. وصُدُور الكتَائب: هي صدور أفراد الجيش المحارب.

صُدور وصُدُور: اسمان.

(٣) قول أبي نواس يمدح عبّاسَ بن فضل الأنصاري الذي ولي قضاء الموصل في عهد الرشيد، ويمدح الفضل بن الربيع بن يونس وزير الرشيد، ثم وزير الأمين، ويمدح الربيع بن يونس، وزير المنصور العباسي، في بيت واحد:

<<  <  ج: ص:  >  >>