قال الحافظ الضياء -: (إنما وجدناه - أي الحديث السابق - من رواية محمد بن أُبَيّ، ووجدناه في رواية عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة بن أبي لُبَابة عن عبد الله بن أبي بن كعب عن أبيه بزيادة عبدة بن أبي لبابة في إسناده). "الأحاديث المختارة" (٤/ ٣٦). وأما ما جاء في رواية النسائي المتقدمة أن يحيى بن أبي كثير قال فيه: (حدثني ابنُ أُبي بن كعب)، فيحتمل أن يكون ابن أُبيٍّ المذكور هو محمد كما ذكره المزي -، أو هو عبد الله كما ذكره المصنف -، ويحتمل أيضًا أن يكونَ الابن المُبْهَم هو الطُّفَيِل بن أُبيّ بن كعب ﵁، وقد رجَّحَ هذا الأخير ابنُ حبان في "صحيحه" (٣/ ٦٥) فقد جزم بأنَّ المبهمَ اسمُهُ الطفيل، ولعلَّهُ هذا هو الأقربُ؛ وذلك أنَّ الطبقة التي روت عن الطفيل فيها من صغار التابعين كعبد الله بن عطاء، وعبد الله بن عقيل، وسعيد بن علاقة وغيرهم، ولا سيما وقد رجَّحَهُ أحد الأئمة الحفَّاظ وهو ابن حبان البستي -، ولم أقف على رواية يحيى بن أبي كثير عن محمد أو عبد الله ابنا أُبيّ بدون واسطة، ولو حَصَل لابن أبي كثير سماعٌ منهما لصرَّح بذلك ولم يحتجْ لذكر الواسطة، لما عُرف من عادتهم في طلب العلو في الأسانيد. وعليه فإنَّه يُقال: لعلَّ الحديثَ يرويه ثلاثةٌ من أبناء أُبَيّ بن كعب ﵁ عنه: محمد، وعبد الله، والطفيل، والله تعالى أعلم بالصواب.