للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرتَّبًا، متواليًا،

أو خُنثى، أو ظاهرُ الفِسْق، لم يُعتدَّ به.

ولا يجزئ إلَّا (مرتَّبًا) كأركان الصَّلاة (متواليًا) عُرفًا؛ لأنَّه لا يحصل المقصودُ منه إلَّا بذلك. فإن نكَّسه، لم يُعتدَّ به.

ولا يجزئُ أذانُ امرأةٍ، لأنَّ رفعَ صوتِها منهيًّ عنه، ويحرُمُ التلذُّذ بسماعِه، فيخرُجُ عن كونِه قُربةً، فلم يَصِحّ.

(أو خنثى) أي: ولا يجزئُ أيضًا أذانُ خنثى مشكلٍ؛ لأنَّه لا يُعْلَم هل هو ذكرٌ أو أنثى. أمَّا الخنثى الذي ظهرَتْ فيه علامةُ الرجالِ كبولِه من ذَكَرِه، أو نباتِ لحيتِه، فحكمُه حكمُ الرجالِ.

(أو ظاهرُ الفسق) أي: ولا يجزئُ أيضًا أذانُ ظاهرٍ الفسق. أي: عاصٍ، ولا يُعتَدُّ به؛ لأنَّ الفاسقَ غيرُ أمينٍ، فلا يُقْبَل إخبارُه.

والفسقُ لغةً: العصيانُ، والتَّرْكُ لأمرِ الله، والخروجُ عن طريقِ الحقِّ.

وشرعًا: مَنْ فعلَ كبيرة، أو أكثرَ من الصغائرِ. والكبيرةُ ما فيها حدّ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرة. نصَّ عليه (١). دنوشري.

(ولا يجزئُ إلَّا مرتَّبًا) لأنَّه ذِكْرٌ يُتَعَبَّدُ به، فلا يجوزُ الإخلالُ بنَظْمِه، كأركانِ الصلاة، بأنْ يأتيَ بالتكبيرِ قبلَ الشهادتين، ويأتيَ بالشهادتينِ قبلَ: "حيَّ على الصلاة"، وهلمَّ جرًّا، إلى آخرِ كلماتِ الاذان، فإنْ نكَّسَه، بأنْ عكسَ الترتيبَ، لم يَصِحّ.

(متواليًا) أي: ولا يصحُّ الأذان أيضًا إلَّا متواليًا عرفًا؛ لأنَّه لا يحصلُ المقصودُ منه، وهو الإعلامُ بدخولِ الوقتِ بغيرِ موالاةٍ، ولأنَّه شُرعَ في الأصلِ كذلك، بدليلِ أنَّه عَلَّمَهُ أبا محذورة مرتَّبًا (٢).


(١) جاء بعدها في الأصل ما يلي: "فإنْ كان مستور الحال بغير خلافٍ نعلمه". وهي عبارة ناقصةٌ هنا، وسلفت بتمامها قريبًا.
(٢) سلف ص ٣٢.