للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويُستحبُّ غُسْلُها لكلِّ صلاةٍ.

وأكثرُ النفاسِ

(ويستحب غُسلها) أي: المستحاضة (لكلِّ صلاة) لأنَ أمِّ حبيبة استُحِيضت، فسألتِ النبيَّ عن ذلك، فأمرها أن تغتسلَ عندَ كلِّ صلاةٍ. متفق عليه (١).

(وأكثر) مدَّة (النفاس) وهو: دمٌّ تُرخيه الرَّحم مع ولادةٍ وقبلَها بيومين، أو ثلاثة مع أمارةٍ على الولادة، كتألُّم، وهو بقيَّةُ الدَّمِ المحْتُبَس في مدَّةِ الحمل لأجله [وأصلُه لغةً: من التنفس، وهو الخروجُ من الجوف. أو مِن نفَّس الله كُربته: أي: فرَّجها] (٢)

(وهو دمٌ تُرخيه الرَّحِمُ إلخ) هذا معنى النِّفاسِ إصطلاحًا، فاليومانِ والثلاثةُ نِفاسٌ، فتتركُ الصومَ والصلاةَ بالأمارة على قُربه، ولا تحتسبُ. قال في "شرح الهدايةِ": وعلى أصلنا أن ما تراه الحاملُ قبلَ الوضعِ بيومين أو ثلاثةٍ نِفاسٌ، وإن لم تُحسب من المدَّةِ. نقله ح ف. واستشكَلَه الدنوشري فقال: فإن قلت: إن ابتداءَ مدَّةِ النفاسِ من ابتداءِ خروجِ بعض الولدِ، فكيف تتركُ الصومَ والصلاةَ قبل الولادةِ بيومين أو ثلاثةٍ (٣) … وهي التوجعُّ والتألُّم ألحقت به فصار حكمُها كحكمِها (من التنفُّس) قال الخطَّابي: وأصلُ هذه الكلمةِ مأخوذٌ من التنفس، وهو الدمُ، إلَّا أنَّهم فرَّقوا فقالوا: نَفَست، بفتح النونِ، إذا حاضت، وبضمِّ النونِ، إذا وَلَدت (٤). "ثم سمِّي الدمُ الخارجُ إلخ" (٥) تسميةً مجازيةً، من تسمية المسبِّب -أعني الدمَ- باسم السَّبب، أى: الولادة. فهو مجازٌ مرسَلٌ، علاقتُه السببيَّة.


(١) "صحيح" البخاري (٣٢٧)، و"صحيح" مسلم (٣٣٤)، وهو عند أحمد (٢٤٥٢٣). زاد مسلم: قال الليث بن سعد: لم يذكر ابن شهاب أن رسول الله أمر أم حبيبة أن تغتسل عند كل صلاة، ولكنه شيء فعلته هي.
(٢) جاءت العبارة في (ح) و (ز) و (س) هكذا: "وهو بكسر النون في الأصل، مصدرُ نفست المرأة بضم النون وفتحها مع كسر الفاء فيهما، وسميت الولادة نفاسًا؛ من التنفس، وهو التشقق والانصداع. يقال: تنفست القوس إذا تشققت. ثمَّ سمي الدم الخارج نفسه نفاسًا، لكونه خارجًا بسبب الولادة؛ تسمية للمسبب باسم السبب. قاله في "المطلع" [ص ٤٢] ".
(٣) بعدها في الأصل طمس بمقدار كلمتين.
(٤) ينظر "معالم السنن" ١/ ٩٦.
(٥) الكلام في "حاشية النجدي" ١/ ١٣٣.