للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأقلُّه: يومٌ وليلةٌ، وأكثرُه خمسةَ عشر،

(وأقلُّه) أي: أقلُّ زَمَنٍ يصلحُ أن يكونَ دمُه حَيْضًا (يومٌ وليلةٌ) لقولِ عليٍّ (١). والمرادُ مقدارُ ذلكَ، أي: أربعٌ وعشرون ساعةً، فلو انقطعَ لأقلَّ منه، فدمُ فَسَادٍ.

(وأكثرُه) أي: الحيضِ (خمسةَ عشر) يومًا بلياليها؛ لقول عليٍّ : ما زادَ على خمسةَ عشر استحاضةٌ، وأقل الحيضِ يومٌ وليلةٌ (٢).

(يومٌ وليلةٌ) على المشهورِ. واختاره عامَّةُ المشايخِ؛ لأنّه المفهومُ من إِطلاق اليومِ؛ ومِن ثمَّ قال (٣): يمكن حملُ كلامِ الإمامِ أحمدَ: أقلُّه يومٌ بليلته، فتكون المسألةُ روايةً واحدةً. وقال مالكٌ: لا حدَّ لأقلِّه، فلو رأت دَفعةً واحدةً، كان حيضًا. دنوشري.

(وأكثرُه خمسةَ عَشَر يومًا) في ظاهرِ المذهبِ. يؤيِّده ما رواهُ عبدُ الرحمن بن أبي حاتمٍ في "سُننه" عن ابن عمرَ مرفوعًا أنَّه قال: "النساءُ ناقصاتُ عقلٍ ودينٍ، أمَّا نقصانُ العقل، فشهادةُ امرأتين تعدل شهادةَ رجلٍ، وأمَّا نقصانُ دينِها، فتمكثُ إحداهنَّ شطرَ عُمرِها لا تصلِّي" (٤). قال في "شرح الهداية": وهذا يدلُّ على أنَّه الأكثرُ، ولأن حيضَ الخمسةَ عشَرَ قد


(١) لم نقف عليه. وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ١٧٢: حديث علي: "أقل الحيض يوم وليلة" كأنه يشير إلى ما ذكره البخاري تعليقًا [قبل حديث (٣٢٥)] عن علي وشريح أنهما جوَّزا ثلاث حيض في شهر. وأخرجه الدارمي ١/ ٢٣٣، وابن عساكر في "تاريخه" ٢٣/ ٢٥.
(٢) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ١٧٢: حديث علي "ما زاد على خمسة عشر فهو استحاضة" هذا اللفظ لم أجده عن عليٍّ، لكنه يُخرِّج من قصة علي وشريح التي تقدمت [في التعليق السابق].
(٣) أي: القاضي، كما في "المبدع" ١/ ٢٧٠.
(٤) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ١٦٢: لا أصل له بهذا اللفظ. ثم نقل ذلك عن غير واحد من الحفاظ، ثم قال: وأغرب ابن تيمية في "شرح الهداية" لأبي الخطاب، فنقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال: ذكر هذا الحديث عبد الرحمن بن أبي حاتم البستي في كتاب "السنن" له، كذا قال، وابن أبي حاتم ليس هو بستيًا، إنما هو رازيٌّ، وليس له كتاب يقال له: السنن. اهـ ولعل القاضي أراد أبا حاتم البستي، وهو ابن حبان صاحب الصحيح، وأطلق على "صحيحه" اسم "السنن"، إلا أن ابن حبان أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري (٥٧٤٤) بلفظ قريب مطولًا، وهو عند البخارى (٣٠٤)، ومسلم (٨٠). وحديث ابن عمر أخرجه مسلم (٧٩)، وأحمد (٥٣٤٣).