للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسُتتاب، فإنْ تاب وإلَا قُتِل، وجُعِل مالُه فَيْئًا.

ومَن وَقَفَ فقد ضاهى الكُفْر. ومَن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدِع لَا يُجالس ولا يُكَلَّم. ومَن ذهبَ بعد هذا إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل فاتَّهِمُوه، فإنّه لَا يحضر مجلسَه إلَا مَن كَانَ عَلِيّ مذهبه [١] .

وقال الفِرَبْري: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: إنّي لأستجهل مَن لَا يُكفّر الْجَهْميّة [٢] .

قَالَ الحاكم: ثنا طاهر بْن محمد الوراق: سَمِعْتُ محمد بْن شاذِل يَقُولُ: دخلُت عَلَى الْبُخَارِيّ فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بْن يحيى كلّ من يختلف إليك يُطرد.

فقال: وكم يعتري محمد بْن يحيى الحَسَدُ فِي الْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ رزْقُ اللَّه يُعطيه من يشاء.

فقلت: هذه المسألة الّتي تحكي عنك؟

قال: يا بنيّ، هذه مسألة مشئومة. رَأَيْت أَحْمَد بْن حنبل وما ناله فِي هذه المسألة، وجعلت عَلَى نفسي أن لَا أتكلّم فيها [٣] . عَنَى مسألة اللفظ.

وقال أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: كنّا يومًا عند أَبِي إِسْحَاق القَيْسيّ ومعنا محمد بْن نصر المَرْوزِيّ، فجرى ذِكر محمد بْن إِسْمَاعِيل، فقال محمد بْن نصر: سمعته يَقُولُ: مَن زعم أنيّ قلت لفْظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنيّ لم أقُلْه.

فقلت لَهُ: يا أبا عبد الله قد خاص النّاس فِي هذا وأكثروا فِيهِ.

فقال: لَيْسَ إلَا ما أقول.

قَالَ أَبُو عَمْرو الخفّاف: فأتيتُ الْبُخَارِيّ فناظرتُهُ فِي شيء مِنَ الأحاديث حتّى طابت نفسُه، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه هاهنا أحدٌ يحكي عنك أنّك قلتَ هذه المقالة.


[١] تاريخ بغداد ٢/ ٣١، ٣٢، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٤٥٥، ٤٥٦.
[٢] خلق أفعال العباد ٧١، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٤٥٦.
[٣] سير أعلام النبلاء ١٢/ ٤٥٦، ٤٥٧.