للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عليّ بن الحسن بن شقيق: قُمتُ لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكَرَني عند الباب بحديثٍ، أو ذاكَرْتُه، فما زال يذاكرني وأذاكره حتّى جاء المؤذن لصلاة الصُّبْح.

وقال فَضالة الفَسَويّ: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديثٍ قالوا مرّوا إلى هذا الطبيب حتّى نسأله، يعنون ابنَ المبارك [١] .

قال وهْب بن زَمْعة: حدَّث جرير بن عبد الحميد بحديثٍ عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تُحدّث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حَمَلَ عِلَم خُراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام؟.

أحمد بن عليّ الحَواريّ قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يُحدّثه، فقال الهاشميّ لغلامه: يا غلام قُم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدّثنا. فلمّا قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدّثني وتُمسك بركابي؟ فقال:

أذلُّ لك بدني ولا أذل لك الحديث.

المسيّب بن واضح: سمعت ابن المبارك، وسأله رجلٌ: عمّن نأخذ؟

فقال: قد تَلْقَى الرجلَ ثقة يحدّث عن غير ثقة. وَتَلْقَى الرجلَ غير ثقة يحدّث عن ثقة. ولكن ينبغي أن تكون ثقةً عن ثقة.

قال عليّ بن إسحاق بن إبراهيم: قال سُفيان بن عُيَيْنَة: تذكرتُ أمر الصّحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصُّحْبة وبجهادهم [٢] .

عن محمد بن أعْيَن: سمعتُ الفضيل بن عِياض يقول: وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثلَ عبد الله بن المبارك.


[١] تاريخ بغداد ١٠/ ١٥٦، مناقب أبي حنيفة ٤٥٣.
[٢] تاريخ بغداد ١٠/ ١٦٣، مناقب أبي حنيفة ٤٤٦، خلاصة الذهب المسبوك ١٢٧، تهذيب الكمال ٢/ ٧٣١.