للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستمائة: رأسهم كِنَانة بْن بِشْر، وابن عُدَيْس البَلَوِيّ، وعَمْرو بْن الحَمِق، والذين قدموا من الكوفة مائتين، رأسهم الأشتر النَّخَعِيّ، والذين قدموا من البصرة مائة، رأسهم حُكَيْم بْن جَبَلة، وكانوا يدًا واحدة في الشّرّ، وكانت حُثَالةٌ من النَّاس قد ضَووا إليهم، وكان أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين خذلوه كرِهُوا الفتنة وظنّوا أنّ الأمر لَا يبلغ قتله، فلمّا قُتِل نِدموا على مَا ضيّعوا في أمره، ولَعَمْري لو قاموا أو قام بعضُهم فحثا في وجوه أولئك التّراب لا نصرفوا خاسئين [١] .

وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدّثني محمد بْن الحسن قَالَ: لمّا كثُر الطَّعْن على عثمان تنحّى عليٌّ إلى ماله بيَنْبُع [٢] ، فكتب اليه عثمان: أمّا بعد فقد بلغ الحزامُ الطُّبْيَيْن، وبلغ [٣] السَّيْلُ الزُّبي، وبلغ الأمرُ فوق قدْره، وطمع في الأمر من لَا يدفع عَنْ نفسه:

فإن كنت مأكولًا فكُنْ خير آكلٍ ... وإلّا فأدْرِكْني ولَمّا أُمَزَّقِ

والبيت لشاعر من عبد القيس [٤] .

الطّبي: موضع الثّدي من الخيل.


[١] طبقات ابن سعد ٣/ ٧١ وفيه «خاسرين» ، تاريخ دمشق ٣٦٢، ٣٦٣.
[٢] ينبع: بالفتح ثم السكون ثم باء موحّدة مضمومة. عين على يمين رضوى من المدينة على سبع مراحل. (معجم البلدان ٥/ ٤٤٩، ٤٥٠) .
[٣] في تاريخ دمشق ٣٦٤ «خلّف» بدل «بلغ» .
[٤] قال هشام بن الكلبيّ: هذا البيت للممزّق العبديّ واسمه شأس بن نهار بن الأسود بن حزيل، وبه سمّي الممزّق. (أنساب الأشراف للبلاذري ق ٤ ج ١/ ٥٦٨ رقم ١٤٥١) وانظر: الكامل للمبرد ١/ ٧ والإمامة والسياسة لابن قتيبة ١/ ٥٨، وعيون الأخبار له ١/ ٣٤، وغريب الحديث لأبي عبيد ٣/ ٤٢٨، ومحاضرات الأدباء لراغب الأصفهاني ١/ ١٣٠، المفضّليّات للضبيّ ٢٩١، وطبقات الجمحيّ ٢٧٤، والبدء والتاريخ للمقدسي ٥/ ٢٠٦، والعقد الفريد لابن عبد ربّه ٢/ ١٦٤، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان) - ص ٣٦٤، والإكمال لابن ماكولا ٧/ ٢٩٢، وتبصير المنتبه ٤/ ١٣٢٠.