للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرُّمّان، وعلى خدَّيه كالورد ولحيته بيضاء [١] .

وقال أحمد بن إسحاق الصَّبْغيّ: سمعت محمد بن عبد الوهّاب الثَّقفيّ يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خُراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصِلُه أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سَمَرْقَنْد بمثلها، فكان ينفقها من السّنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادَّخرتَ لِنَائبةٍ.

فَقَالَ: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قُوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين دِرْهمًا، فترى إن ذَهَبَ ذا لا يبقى ذاك؟ [٢] .

وقال السُّليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفَّق من السّماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعَبْدان، والمُسْنِديّ، وإسحاق.

له كتاب «تعظيم قدْر الصّلاة» ، وكتاب «رفع اليدين» ، وغيرهما من الكُتُب المعجزة [٣] .

مات وصالح جَزَرة في سنة أربعٍ.

أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليُمْن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حَيَوَيْه، ثنا عفّان بن جعفر الّلّبان: حدّثني محمد بن نصر قَالَ:

خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكّة، فغرقت، فذهب منّي ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني الْعَطَشُ، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخَذَ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كُوز، فَقَالَ لي: هاه.

فشربت وسقَيْتُها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب [٤] .


[١] السير ١٤/ ٣٦، ٣٧.
[٢] تاريخ بغداد ٣/ ٣١٧، ٣١٨.
[٣] كذا قال السليماني. وقال المؤلّف- رحمه الله-: «ولا معجز إلّا القرآن» . (السير ١٤/ ٣٧) .
[٤] تاريخ بغداد ٣/ ٣١٧.