للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسيت؟ (١) وهذا معناه أن أمير المؤمنين عمر- رضي الله عنه- لم يطمئن إلى هذا الدليل، وهذا كما يقع لعمر، ومَنْ دونه مِن الصحابة، ومَنْ دونهم مِن التابعين، يقع أيضًا لمن بعدهم من أتباع التابعين،

وهكذا إلى يومنا هذا بل إلى يوم القيامة، أن يكون الإنسان غير واثق من صحة الدليل، وكم رأينا من أقوال لأهل العلم فيها أحاديث يرى بعض أهل العلم أنها صحيحة فيأخذون بها، ويراها الآخرون ضعيفة فلا يأخذون بها نظرًا لعدم الوثوق بنقلها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

السبب الثالث:

أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه، وجلَّ مَنْ لا ينسى، كم من إنسانٍ ينسى حديثًا، بل قد ينسى آية.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات يوم في أصحابه فأسقط آية نسيانًا، وكان معه أبي بن كعب- رضي الله عنه- فلما انصرف من صلاته قال: "هلا ذكرتنيها" (٢) وهو الذي ينزل عليه الوحي، وقد قال له ربه: (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧)) (٣) .


(١) رواه مسلم/كتاب الطلاق/باب المطلقة ثلاثاً لا نفقة لها برقم (١٤٨٠) .
(٢) رواه أحمد ٢٧/٢٤١ (١٦٦٩٢) ، وأبو داود/كتاب الصلاة/باب الفتح على الإمام في الصلاة، برقم (٩٠٧) .
(٣) سورة الأعلى، الآيتان: ٦، ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>