للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا- أي مما يكون قد بلغ الإنسان ولكنه نسيه- قصة عمر ابن الخطاب مع عمار بن ياسر- رضي الله عنهما- حينما أرسلهما رسول الله في حاجة، فأجنبا جميعًا عمار وعمر. أما عمار فاجتهد ورأى أن طهارة التراب كطهارة الماء، فتمرغ في الصعيد كما تمرغ الدابة، لأجل أن يشمل بدنه التراب، كما كان يجب أن يشمله الماء وصلى، أما عمر- رضي الله عنه- فلم يصل ثم أتيا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرشدهما إلى الصواب، وقال لعمار: "إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا- وضرب بيديه الأرض مرة واحدة، ثم مسح الشمال على اليمين،

وظاهر كفيه ووجه" وكان عمار- رضي الله عنه- يحدث بهذا الحديث في خلافة عمر رضي الله عنه، وفيما قبل ذلك، ولكن عمر دعاه ذات يوم وقال له: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟

فاخبره وقال: أما تذكر حينما بعثنا رسول الله في حاجة، فأجنبنا فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمرغت في الصعيد، فقال النبي- - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك أن تقول كذا وكذا" (١) .

ولكن عمر لم يذكر ذلك وقال: اتق الله يا عمار، فقال له عمار: إن شئت بما جعل الله علي من طاعتك ألا أحدث به فعلت، فقال له


(١) انظر: صحيح البخاري/كتاب التيمم/باب التيمم ضربة، برقم (٣٤٧) ، وصحيح مسلم/كتاب الحيض/باب التيمم، برقم (٣٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>