قوله:«فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟» ، الاستفهام يراد به الاستبعاد؛ أي: بعيد أن يفلح قوم شجوا نبيهم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قوله:" يفلح " من الفلاح، وهو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
قوله:" فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} "، أي: نزلت هذه الآية، والخطاب فيها للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وشيء: نكرة في سياق النفي؛ فتعم.
قوله: الأمر؛ أي: الشأن، والمراد: شأن الخلق، فشأن الخلق إلى خالقهم، حتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليس له فيهم شيء.
ففي الآية خطاب للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد شج وجهه، وكسرت رباعيته، ومع ذلك ما عذره الله سبحانه في كلمة واحدة:«كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟» ، فإذا كان الأمر كذلك؛ فما بالك بمن سواه؟ فليس لهم من الأمر شيء؛ كالأصنام، والأوثان، والأولياء، والأنبياء؛ فالأمر كله لله وحده، كما أنه الخالق وحده، والحمد لله الذي لم يجعل أمرنا إلى أحد سواه؛ لأن المخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا؛ فكيف يملك لغيره؟
ونستفيد من هذا الحديث أنه يجب الحذر من إطلاق اللسان فيما إذا رأى الإنسان مبتلى بالمعاصي؛ فلا نستبعد رحمة الله منه، فإن الله تعالى قد يتوب عليه.