عمر في كفة لرجح علم عمر. لقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم، ولمجلس كنت أجلسه مع عمر أوثق في نفسي من عمل سنة.
وذكر عبد الرزاق، عن معمر، قال: لو أن رجلا قال: عمر أفضل من أبى بكر ما عنفته، وكذلك لو قال: علي أفضل من أبى بكر وعمر لم أعنفه إذا ذكر فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله. فذكرت ذلك لوكيع فأعجبه واشتهاه. قال: يدل على أن أبا بكر ﵁ أفضل من عمر ﵁ سبقه له إلى الإسلام.
وما روى عن النبي ﷺ أنه قال: رأيت في المنام كأنى وزنت بأمتي فرجحت، ثم وزن أبو بكر فرجح، ثم وزن عمر فرجح. وفي هذا بيان واضح في فضله على عمر. وقال عمر ﵁: ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه، ولوددت أنى شعرة في صدر أبى بكر.
وذكر سيف بن عمر، عن عبيدة بن معتب، عن إبراهيم النخعي، قال:
أول من ولى شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب، ولاه أبو بكر القضاء، فكان أول قاض في الإسلام. وقال: اقض بين الناس، فإني في شغل، وأمر ابن مسعود بعس المدينة.
وأما القصة التي ذكرت في تسمية عمر نفسه أمير المؤمنين:
فذكر الزبير، قال:
قال عمر لما ولى: كان أبو بكر يقال له خليفة رسول الله ﷺ، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله، يطول هذا! قال: فقال له المغيرة بن شعبة:
أنت أميرنا، ونحن المؤمنون. فأنت أمير المؤمنين. قال: فذاك إذن.