للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية من طبقات المدلسين، وهم الذين احتمل الأئمةُ تدليسهم لإمامتهم، وَقِلَّةِ تدليسهم في جنبِ ما رووا١. وقد قال أبو عبد الله الحاكم في (مستدركه) ٢- عقب حديث أخرجه من طريقه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -: "خالد بن معدان من خيار التابعين، صَحِبَ معاذ ابن جبل فمن بعده من الصحابة، فإذا أَسْنَدَ حديثاً إلى الصحابة فإنه صحيحُ الإسنادِ، وإن لم يُخْرِجَاهُ".

وقد سَأَلَ الأثرمُ الإمام أحمد فقال: "هذا إسناد جيد؟ قال: جيد"٣. وَقَوَّاه كذلك ابن التركماني٤، وصححه الشيخ الألباني٥.

ومع ذلك، فللحديث شاهدٌ من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً تَوَضَّأَ فترك موضع ظُفْرٍ على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ارْجِعْ فَأَحسِن وضُوءَكَ". فرجع ثم صلى٦.

فَظَهَرَ من ذلك أن حديث خالد بن معدان هذا ثابت، وأن ابن القَيِّم - رحمه الله - قد وُفِّقَ في رَدِّ العلل التي رُمِيَ بها الحديث على ما بَيَّناهُ من كلامه، مع وجود شاهد له في (صحيح مسلم) . والله أعلم.


١ طبقات المدلسين: (ص ٦٢) .
(٢/ ٦٠٠) .
٣ نقله ابن القَيِّم في تهذيب السنن: (١/١٢٩) . وانظر: البدر المنير: جـ١ (ق ٩٧/أ) ، والتلخيص الحبير: (١/٩٦) .
٤ الجوهر النقي: (١/ ٨٣ - ٨٤) .
٥ إرواء الغليل: (١/ ١٢٧) ح ٨٦.
٦ أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٢١٥) ح ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>