للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن هل يصحُّ إسناد هذا الحديث بعد وجود هذه المتابعات؟ كلاّ فإنه لا يزال مُعَلاًّ.

وبيان ذلك: أن مدار هذا الحديث على عبد الله بن عميرة، وقد تَفَرَّد عنه سماك بن حرب، لم يرو عنه أحد غيره، ولم يوثقه مع ذلك أحد إلا ابن حبان١، وذكره ابن أبي حاتم في كتابه، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً٢. ولذلك قال عنه إبراهيم الحربي: "لا أعرفه"٣ وقال الذهبي: "فيه جهالة"٤. وقال مرة: "لا يعرف"٥. وتوثيق ابن حبان هنا لا ينفعه شيئاً، لما عرف من عادته في توثيق المجهولين، علماً بأنه قد اشتبه عليه رجل بآخر؛ فإنه جعل "عبد الله بن عميرة القيسي أبا المهاجر"، هو نفسه "عبد الله بن عميرة الكوفي" الذي معنا، وهما عند البخاري٦، وابن أبي حاتم٧ اثنان، فلينظر في ذلك. وقد قال فيه الحافظ ابن حجر "مقبول" يعني: حيث يُتَابع، ولم يتابع هنا، فهو لين الحديث.

فالحاصلُ: أن الرَّجُلَ مجهول، وبذلك أَعَلَّ الذهبي الحديث، فقال: "تَفَرَّدَ به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة"٨.


١ الثقات: (٥/ ٤٢) .
٢ الجرح والتعديل: (٢/ ٢/ ١٢٤) .
٣ تهذيب التهذيب: (٥/ ٣٤٤) .
٤ الميزان: (٢/ ٤٦٩) .
٥ المغني: (١/ ٣٥٠) .
٦ التاريخ الكبير: (٣/ ١/ ١٥٩) رقم ٤٩٤، ٤٩٥.
٧ الجرح والتعديل: (٢/ ٢/ ١٢٤ - ١٢٥) رقم ٥٧٢، ٥٧٣.
٨ العلو: (ص ٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>