للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحديث حديث عظيم، وفيه فوائد:

منها: إثبات الميزان.

ومنها: أن الميزان له كفتان.

ومنها: أن الأعمال توزن.

ومنها بيان طريقة الوزن وأن معنى ثقلت موازينه أي: نزلت،

فمن ثقلت موازينه يكون ناجيًا عند الله.

وقال بعض أهل العلم: ثقل الموازين يعني أن ينار له نور وأن يرى نورًا، ولكن ليس على هذا دليل.

فضل من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه:

كذلك بَيَّنَ العلماء أن هذا الرجل صاحب البطاقة لم يقل: "لا إله إلا الله" هكذا مجردة، وإنما هو رجل امتلأ قلبه إيمانًا وتوحيدًا، وامتلأ قلبُه إفرادًا لله بالعبادة، فهذا الذي نجا به. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وليس كلُّ من تكلم بالشهادتين كان بهذه المنزلة؛ لأن هذا العبد صاحبَ البطاقة كان في قلبه من التوحيد واليقين والإخلاص ما أَوْجَبَ أن عَظُمَ قَدْرُه حتى صار راجحًا على هذه السيئات" (١).

[إن الله لا يظلم مثقال ذرة]

وتأمل قوله: «إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ» فإنَّ هذا من الحكم العظيمة في نصب الله -عز وجل- الموازين ليقيم الحجة على العباد ويرى الإنسان محاسبته لنفسه بنفسه. قال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (٤٧)} [الأنبياء]


(١) المستدرك على مجموع الفتاوى (١/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>