فما شاءه الله -جل وعلا- هو الذي سيكون، ولن يكون في الكون شيء لا يريده الله والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًّا.
يقول ربنا:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[الإنسان: ٣٠]. فكل شيء يقع في هذا الكون بمشيئة الله. يقول ربنا -جل وعلا-: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٣٠)} [الإنسان]
[للعبد مشيئة تابعة لمشيئة الله]
ولو قال قائل: هل للإنسان مشيئة؟ نقول: نعم، الإنسان له مشيئة لكن مشيئته تابعة لمشيئة الله بدلالة هذه الآية، فالله أثبت مشيئة للإنسان، وقال سبحانه:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[الإنسان] فمشيئته تابعة لمشيئة الله. ولا يجوز أن يعتقد إنسان أنه مغلوب على أمره وأنه مجبور لا مشيئة له. قال العلامة الألباني -رحمه الله-: كثير من الناس يتوهمون أن هذه الأحاديث -يعني أحاديث القبضتين المتقدمة- ونحوها أحاديث كثيرة تفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الاختيارية، ما دام أنه حكم عليه منذ القديم وقبل أن يخلق بالجنة أو النار، وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ فمن وقع في القبضة اليمنى كان من أهل
(١) أسنده عن الشافعي غير واحد منهم: اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (١٣٠٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢١/ ٨٤ ت التركي) رقم (٢٠٩٣٦).