فإذا كتبت لكى أنزّه ناظرى ... فى حسن لفظك لم تجد بجواب
إن كنت تتكر ذلّتى وتذلّلى ... ونحول جسمى وامتداد عذابى
فانظر إلى بدنى الذى موّهته ... للناظرين بكثرة الأثواب
وقال:
وإذا جفانى صاحب ... لم أستجز ما عشت قطعه
وتركته مثل القبو ... ر أزورها في كلّ جمعه
وقال:
ضاقت علىّ وجوه الرأى في نفر ... يلقون بالجحد والكفران إحسانى
أقلّب الطرف تصعيدا ومنحدرا ... فما أقابل إنسانا بإنسانى
وقال:
لقد مات إخوانى الصالحون ... فمالى صديق ومالى عماد
إذا أقبل الصبح ولّى السرور ... وإن أقبل الليل ولّى الرقاد
وقالى يهجو رجلا:
لا تعذلونى إن هجرت طعامه ... خوفا على نفسى من المأكول
فمتى أكلت قتلته من بخله ... ومتى قتلت بالمقتول
ومن حكاياته ما حدّثنى خالد الكاتب قال: جاءنى يوما رسول إبراهيم ابن المهدى، فصرت إليه، فرأيت رجلا أسود على فرش قد غاص فيها، فاستجلسنى وقال: أنشدنى من شعرك، فأنشدته:
رأت منه عينى منظرين كما رأت ... من الشمس والبدر المنير على الأرض
عشيّة حيّانى بورد كأنه ... خدود أضيفت بعضهن إلى بعض
ونازعنى كأسا كأن حبابها ... دموعى لمّا صدّ عن مقلتى غمضى
وراح وفعل الراح في حركاته ... كفعل نسيم الريح بالغصن الغضّ