إذا شدّ زندى حسن رأيك في يدى ... ضربت بسيف يقطع الهام مغمدا
[[عفو الملوك]]
وعتب المأمون على بعض خاصته، فقال: يا أمير المؤمنين، إن قديم الحرمة وحديث التوبة يمحوان ما بينهما من الإساءة. قال: صدقت، وعفا عنه.
وكان في ملوك فارس ملك عظيم المملكة، شديد النقمة، فقرّب له صاحب المطبخ طعامه، فنقطت نقطة من الطعام على المائدة، فزوى له الملك وجهه، وعلم صاحب المطبخ أنّه قاتله، فعمد إلى الصّحفة فكفأها على المائدة ثم ولّى، فقال له الملك: ما حملك على ما فعلت، وقد علمت أن سقوط النّقطة أخطأت بها يدك ولم يجربها تعمّدك، فما عندك في الثانية؟ قال: استحيت للملك أن يوجب قتلى، ويبيح دم مثلى، فى سنّى وحرمتى، وقديم اختصاصى وخدمتى، فى نقطة أخطأت بها يدى، فأردت أن يعظم ذنبى ليحسن بالملك قتلى.
قال: لئن كان اعتذارك ينجيك من القتل، فليس ينجيك من التأديب؛ اجلدوه مائة جلدة، واخلعوا عليه خلع الرّضا.
وخرج بهرام جور متصيدا فعنّ له حمار وحش، فأتبعه حتى صرعه، وقد انقطع عن أصحابه، فنزل عن فرسه يريد ذبحه، وبصر براع فقال: أمسك علىّ فرسى، وتشاغل بذبح الحمار، وحانت منه التفاتة، فنظر إلى الراعى يقطع جوهر عذار فرسه، فحوّل بهرام جور وجهه وقال: تأمّل العيب عيب، وعقوبة