للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معانيه، فتنزهت في زرابىّ محاسنه عيون الناظرين»

، وأصاخت لنمارق «٢» بهجته آذان السامعين.

وقال الماتح: أبين الكلام ما علقت وذم ألفاظه ببكرة معانيه «٣» ، ثم أرسلته في قليب الفطن «٤» فمتحت به سقاء يكشف الشهات، واستنبطت به معنى يروى من ظمأ المشكلات.

وقال الخياط: البلاغة قميص؛ فجربّانه البيان «٥» ، وجيبه المعرفة، وكمّاه الوجازة، ودخاريصه الإفهام «٦» ، ودروزه الحلاوة «٧» ، ولابس جسده اللفظ، وروحه المعنى.

وقال الصّباغ: أحسن الكلام ما لم تنض بهجة إيجازه «٨» ، ولم تكشف صبغة إعجازه، قد صقلته يد الرويّة من كمود الإشكال، فراع كواعب الآداب، وألّف عذارى الألباب.

وقال الحانك: أحسن الكلام ما اتّصلت لحمة ألفاظه بسدى معانيه «٩» فخرج مفوّفا منيّرا، وموشّى محبّرا.

وقال البزاز «١٠» : أحسن الكلام ما صدق رقم ألفاظه، وحسن نشر معانيه فلم يستعجم عنك نشر، ولم يستبهم عليك طىّ.

وقال الرائض: خير الكلام ما لم يخرج عن حدّ التّخليع «١١» ، إلى منزلة

<<  <  ج: ص:  >  >>