للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا صوّت العصفور طار فؤاده ... وليث حديد الناب عند الثرائد

«١١٣٣» - وقول الأخطل: [من الطويل]

ونجّى ابن بدر ركضه من رماحنا ... ونضاحة الأعطاف ملهبة الحضر

كأنهما والآل ينجاب عنهما ... إذا انغمسا فيه يعومان في بحر

يسرّ إليها والرماح تنوشه ... فدى لك أمّي إن دأبت إلى العصر

فظل يفدّيها وظلّت كأنها ... عقاب دعاها جنح ليل إلى وكر

١١٣٤- وقال آخر: [من البسيط]

لو كنت في مائتي ألف جميعهم ... مثل المزرفن داود بن حمدان

وتحتك الريح تجري حيث تأمرها ... وفي يمينك ماض غير خوّان

لكنت أول فرار إلى عدن ... إذا تحرك سيف في خراسان

«١١٣٥» - قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه لعمرو بن معدي كرب: أخبرني عن أشجع من رأيت، فقال: والله يا أمير المؤمنين لأخبرنّك عن أحيل الناس، وعن أشجع الناس، وعن أجبن الناس، فقال له عمر:

هات، فقال: أربعت الصعابية [١] فخرجت كأحسن ما رأيت، شقّاء مقاء طويلة الأنقاء [٢] [تمطّق بالعرق] تمطّق الشيخ بالمرق، فركبتها ثم آليت لا ألقى أحدا إلّا قتلته، فخرجت وهي تتقدّى [٣] [بي] ، فإذا بفتى بين عرضين [٤] ، فقلت


[١] الصعابية: اسم فرسه (اللباب: الضبابية) .
[٢] شقاء مقاء: طويلة؛ الأنقاء: عظم اليدين والرجلين.
[٣] تتقدى: تلزم سنن السيرة (وغيرها محقق اللباب إلى «تنقز» ) .
[٤] في الأصل: عن عرضين؛ والعرض: الوادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>