للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمر لي بمال أعطانيه، فقلت له: أغنيتني أغناك الله، فقال: لعن الله من يقدّر أنه قد كافأك يا ابن أبي حفصة.

«٨٠١» - وولي معن أذربيجان، فقصده قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا، فدخل الحاجب فقال: أعزّ الله الأمير، إنّ بالباب وفدا من أهل العراق، قال: من أيّ العراقين؟ قال: من أهل الكوفة، فأذن لهم، فلما نظر إليهم وثب عن أريكته وأنشأ يقول (الشعر لعباد بن عباد المهلبي) [١] : [من الطويل]

إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم ... مرمّتها فالدهر بالناس قلّب

فأحسن ثوبيك الذي هو لابس ... وأحسن مهريك الذي هو يركب

فبادر بمعروف إذا كنت قادرا ... حذار اقتدار أو غنى منك يعقب

فوثب إليه رجل من القوم فقال: أصلح الله الأمير، أنا أنشدك ما هو أحسن من هذا لابن عمك ابن هرمة، فقال: هات، فقال: [من الطويل]

وللنفس حاجات [٢] تحلّ بها العرى ... وتسخو عن المال النفوس الشحائح

إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه ... أقلّ إذا ضمّت [٣] عليه الصفائح

لأية حال يمنع المرء ماله [٤] ... غدا فغدا والموت غاد ورائح


[١] الشعر ... المهلبي: سقط من ر: م: لعبادة بن عباد.
[٢] الجليس: تارات.
[٣] الديوان: رصت.
[٤] الديوان: لأي زمان يخبأ المرء نفعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>