زائدة، وقد وليت اليمن فالحق بي، فصرت إلى منزله فقلت: أعزّ الله الأمير، إنّ لي أبا شيخا كبيرا وأما عجوزا ولم أقدّر لقاءك في هذا الوجه فأخبرهما به فيسكنا إليه، فأذن لي في الرجوع إليهما واللحوق بك بعد ذلك، فأجابني إلى ما سألت، ونهضت من بين يديه، فلما كنت في بعض الدار تبعني غلام بكيس لا أعلمه إلا قال: خمسمائة دينار وبرد وشي فقال: يقول لك الأمير استعن بهذا على سفرك إلى أهلك ومن أهلك إلينا، فأخذتها ومضيت إلى منزلي، ثم خرجت إليه على طريق نجران فوافيته بصنعاء، فلما دخلت عليه أنشدته قصيدتي التي أقول فيها:[من الكامل]
معن بن زائدة الذي زيدت به ... شرفا على شرف بنو شيبان
وكان على فراش فنزل عنه، وأمر لي بمال فأعطانيه، ثم أنشدته قصيدتي التي أقول فيها:[من الكامل]
مسحت ربيعة وجه معن سابقا ... لما جرى وجرى ذوو الأحساب
خلّى الطريق له الجياد قواصرا ... من دون غايته وهنّ كوابي
وسمت به غرّ سوابق زانها ... كرم النّجار وصحّة الأنساب
فقام من مجلسه إليّ وقبّل رأسي وأمر لي بمال فأعطانيه، فأنشدته قصيدتي التي أقول فيها:[من الطويل]
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ... أسود لها في غيل خفّان أشبل
هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين منزل
لهاميم في الإسلام سادوا ولم يكن ... كأوّلهم في الجاهلية أوّل
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وان أعطوا أطابوا وأجزلوا
وما يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا في النائبات وأجملوا
ثلاث بأمثال الجبال حباهم ... وأحلامهم منها لدى الوزن أثقل