للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمحضر الأمير، يعني ابن أبي الخير، لكان أنفع لي وأوقع عندي.

«٢١٩» - قال ابن كناسة: لما جاءت المسوّدة سخّروا المستهلّ بن الكميت بن زيد وحملوا عليه حملا ثقيلا وضربوه، فمرّ ببني أسد فقال: أترضون أن يفعل بي هذا الفعل؟ فقالوا: هؤلاء الذين يقول فيهم أبوك: [من الخفيف]

والمصيبون باب ما أخطأ النا ... س ومرسو قواعد الإسلام

قد أصابوا فيك فلا تكذب أباك.

«٢٢٠» - سأل رجل أبا أيوب المكي، وهو يتولّى ديوان الخراج أيام المنصور، حاجة فمنعه منعا قبيحا، فقال له أحد جلسائه: قد وفّقت، فإنّ هذا الرجل قوّاد، فقال له: وهذا عندك عيب؟! قال: وأيّ عيب أكبر منه [١] ؟ قال أبو أيوب: أتدري ما كانت العرب تسمّي القواد وما هو عندهم؟ قال: لا أدري.

قال أبو أيوب: كانوا يسمّونه الحكيم، وذلك أنه يأتي إلى الصعب يذلّله، والحزن يسهّله، والبعيد يقرّبه، والقريب فيباعده، والخائف فيؤمّنه، والجازع فيصبّره، والآيس فيطمعه، والمغلق فيفتحه، والمتحيّر فيرشده، والضعيف فيؤيّده، يحيي نفسين، ويجمع بين محبّين، وله يتطأطأ الممتنع، ويبرز المصون المحتجب، وبه يسهل الصعب المتوعّر، وقد مدح عمر بن أبي ربيعة قوادة فقال:

[من الرمل]

فأتتها طبّة عالمة ... تخلط الجدّ مرارا باللعب


[١] م: أكبر من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>