للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو مجانب لابن عامر، فقال زياد: ما أضرّ هذا النهر بأهل هذا المصر. قال غيلان: أجل أصلح الله الأمير، تنزّ منه دورهم، وتغرق فيه صبيانهم، ومن أجله يكثر بعوضهم. فصرف غيلان لسانه مدحا وذمّا كما شاء.

٢١٦- ويشبهه أنّ خالد بن صفوان قال لجاريته: هاتي جبنا فإنه يهيج المعدة ويشهّي الطعام، وهو حمض العرب. قالت: قد كان ونفد. قال: لا عليك، فإنه يقدح في الأسنان، ويستولي على البطن، وهو من عمل أهل الذمة.

«٢١٧» - أثنى رئيس وفد على ملك، فإنه لكذلك إذ أفلتت منه ضرطة، فالتفت إلى استه وقال يخاطبها: مثل هذا الملك يصلح أن يثننى عليه بجميع الجوارح، ولكن إذا رأيت اللسان يتكلّم فاسكتي أنت. فضحك الملك وقضى حوائجهم.

٢١٨- حدثني أبو المكارم محمد بن الحسين الآمدي الشاعر قال: حضرت مرجّى بن نبيه خال ابن أبي الخير صاحب البطيحة، وكان هجّاء خبيث اللسان، وقد قال لعمر القلانسي وهو أكبر قوّاد البطيحة: إني قد مدحتك يا أصفهسلّار بشعر جيد، فقال: أسمعنيه فقال: [من مخلع البسيط]

في عمر ألف ألف خير ... تمحو له ألف ألف ذنب

فقال له في النصف الأول: تقول بفضلك هذا، فلما أتمّ البيت قال له: بشّرك الله بخير، فقال مرجّى:

واحدة أنه حمار ... بغير مكر وغير خبّ

فقال له عمر: صدقت، والله ما عندي لا خبّ ولا مكر، ولو مدحتني بهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>