للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي مات فيها، فقلت، أراك بارئا يا خليفة رسول الله فقال: أما إني على ذلك لشديد الوجع، وما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشدّ عليّ من وجعي، إني ولّيت أموركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه، والله لتتخذنّ نضائد الديباج ولتألمنّ النوم على الصوف الأذربيّ كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان. والذي نفسي بيده لأن يقدّم أحدكم فتضرب عنقه بغير حلّ خير له من أن يخوض غمرات الدنيا. يا هادي الطريق جرت إنما هو والله الفجر أو البجر. فقلت: اخفض عليك يا خليفة رسول الله، فإنّ هذا يهيضك إلى ما بك، فو الله ما زلت صالحا مصلحا، لا تأسى على شيء فاتك من أمر الدنيا، ولقد تحليت الأمر وحدك فما رأيت إلّا خيرا.

[٢٤٦]- وقال رجل لأبي بكر رضي الله عنه والله لا شتمنك شتما يدخل معك قبرك «١» قال: معك والله يدخل لا معي.


الأشراف (استانبول) : ٧٠٤، ولقاح الخواطر: ٨/أ، وورد في النص قوله: «إنما هو الفجر أو البجر» وقد ذهب هذا القول مثلا؛ انظر الميداني ١: ٤٥، واللسان (بجر، بحر، فجر) ، ولفظة «البجر» تروى بالجيم وبالحاء المهملة؛ فالبجر- بالجيم- الداهية والبحر بالمهملة إشارة إلى غمرات الدنيا شبهها بالبحر؛ ومعنى القول: ان انتظرت حتى يضيء لك الفجر أبصرت قصدك وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه.
[٢٤٧]- بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن أقواما يفضلونه على أبي بكر فوثب مغضبا حتّى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أقبل على الناس فقال: إني أخبركم عنّي وعن أبي بكر، إنّه لمّا
[٢٤٦] نثر الدر ٢: ١٧، والعقد ٢: ٢٧٥، والكامل ١: ٣٥٠، ٣: ٨١ ومجموعة ورام ١:
١٢٥، والمستطرف ١: ١٩٤، وألف باء ١: ٤٦٤، وشرح النهج ١٨: ٣٧٩.
[٢٤٧] نثر الدر ٢: ١٦- ١٧، والكامل ١: ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>