والأثر أخرجه: البيهقي في "الإعتقاد"(ص ١٠٩ - ط. أبي العينين)، وفي "الأسماء والصفات"(١/ ٥٩٢/ رقم: ٥٢٣) من طريق: عثمان بن خرزاذ، ثنا خالد بن خراش، قال: حدثني ابن وهب، أنا يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: قال عمر - رضي الله عنه -: "القرآن كلام الله".
وهو منقطع؛ فالزهري لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص ٣٥) من طريق: رشدين بن سعد، عن الزهري به، ولفظه:"إن هذا القرآن كلام الله؛ فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم".
وهو ضعيف منقطع.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(١/ ٢١٥/ رقم ١٦٧)، وابن بطة في "الإبانة، (١/ ٢٤٩ - ٢٥٥/ رقم: ٢٣) -الرد على الجهمية-، من طريق: محمد بن عبد المجيد التميمي، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول على منبره: "أيها الناس؛ إن هذا القرآن كلام الله؛ فلا أَعْرِفَنَّ ما عطفتموه على أهوائكم، فإن الإسلامَ قد خضعت له رقابُ الناس، فدخلوه طوعًا وكرهًا، وقد وُضِعَتْ لكم السُّنن، ولم يُترَكْ لأحدٍ مقالًا؛ إلا أن يكفر عبدٌ عَمْدَ عينٍ، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم؛ اعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه".
وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن عبد المجيد التميمي، فقد قال الخطيب في "تاريخه " (٢/ ٣٩٢): "أخبرنا علي بن محمد الدقاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قال: سمعتُ محمد بن غالب يقول: كان محمد بن عبد المجيد آية منكرًا. قلت: إنه ضعيف".
وتصحَّف اسمه في مطبوعة "الإبانة" إلى: محمد بن عبد الحميد!
فقال محققه: "محمد بن عبد الحميد التميمي: لم أجد له ترجمة"!
خلاصة القول: أن الأثر حسن بهذه الشواهد، والله تعالى أعلم.